تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: دار البلد
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:"أيمكننا الوثوق بالسعادة على أنها مثل أعلى؟ هل قرارنا بأننا سعداء في هذا المكان أو غيره يعني أننا في الطريق الصحيح؟ عندئذ تكون مهمتنا الوقوف عند تلك القناعة؟...
في الماضي كنت سعيداً حتى الثمالة مع كامبليا، حتى مستوى الحماقة، كل يوم يكرر سابقه، كما لو أنه لا يوجد سوى يوم ...واحد في الحياة، فجأة تغيرت، دون أن أرغب في ذلك؛ هي أيضاً تغيرت، ألزمتنا الحياة بالإنفتاح نحو شيء آخر، شعرنا بأعماقنا بما يشبه النداء، نداء للإنجاب، لبعث غريزة التوالد؟ هل السبب بإحساسنا أننا قانون؟ وبأننا لسنا خالدين؟ شعرت بصورة متعاظمة بأنني مدفوع نحو آفاق أخرى، رغماً غني في هذا الوضع أو ذاك، لم يبق لدي ما أفعله سوى محاولة التكيف مع الوضع الجديد والمطالبة بقوة، أنه شكل من الكبرياء الإنساني القديم.
وبما أن الأمر يحدث معي؛ فهذا دليل على أني أردته، في الحقيقة كلما مرّ الوقت، أشعر بأني لا أملك خياراتي كاملة، لم أرغب بالإنفصال عن كامبليا، هل أردت أن أضع نفسي في القفص الذي يسجن هيلانه؟ والأطفال حين أحبهم، فلا أريد ان ينسبوا لي عن طريق أضحوكة علم الوراثة... هل أستطيع الإدّعاء بأن أكون لنفسي؟.
فالإنسان المقبول الغريب يتغير فيزيولوجياً وأخلاقياً بصورة مستمرة، تمر لحظات أجد نفسي خلالها أحب ذلك الكائن وأهتم به وأطالب به وأمنحه اسمي... كتلة لحم وعظم تتكشف شيئاً فشيئاً وتظهر بأنها غير وفية، وتزداد ثقلاً، تبرز تجنب عن طريق الألم، كومة من العراقيل، أجد نفسي ملزماً بإصلاحها وتحمل مسؤولياتها - تقلقني الأنا في أغلب الأحيان، فأجرّ خلفي جبالاً من الهم في الوقت الذي أحب أن أكون خفيفاً مثل ريشة، وأن أفكر بأمور أخرى.
إذن، ما هي السعادة؟ حفيف جناح أزرق خفيف في الماء... لمسة آتية من مكان بعيد... من ملاك؟!...
إنذار صامت بان كل ما في الحياة ليس سوى لعبة، وليس بالضروري أن ينتهي بالسقوط والتلاشي؟ هل يخالج هيلاته الشعور نفسه؟ وكامبليا أيضاً؟...
إنه شعور بالكبرياء حين أتميل نفسي بأني الوحيد الذي يشيخ، الوحيد الذي يكتشف ذلك، الوحيد الذي شبع في حياته العادية.
ومن الغرور أن أشعر بأني غريب أمام نفسي، غريب في مبني وفي أعماقي وبين أفراد أسرتي، الغرباء بدورهم، فوق هذا الكوكب الهشّ التائه في الكون، حين أفكر في الغريبة الأخرى عن نفسها التي هي زوجتي، تجتاحني رغبة بأن أضمها بين ذراعي لأخفف منها وأرفع معنوياتها؛ فهي زوجة إنسان غريب، متقلب غير وفي على ما يقول، ويظهر، ويعد، ويقسم... ربما يسمح لنا قبول الآخر بأن نكون سعداء لبضع لحظات كافية لتبرير رحلتنا في الحياة... وضع الكسندر كلمة ثم قرأ ما كتبه... لم يفهم شيئاً...
وهذا ما يحدث غالباً عندما تتساق نحو الورق لتحطّ عليها خبايا دماغنا وأعماق نفوسنا؛ كما لو أن الكلمة المكتوبة خيط يربطنا بعالم آخر غير مرئي [...].
حكاية حب ترصدها مادلين... ترصده عندها بتفاصيله اليومية... لتتحول حكاية الحب هذه إلى رواية جدلية بإنتمائها... حداثية معاصرة في علاجها لأهم إشكالية في القرن الحالي وهي البحث المستمر لتعريفٍ جديد للحب والسعادة.
جاءت الرواية لتلقي عنصر السرد من خلال حواراتها التي بنت الحكاية على ما انطبع على شريط الذاكرة... دون مراعاة الزمن في سيرورة الحدث... وهذا ما أعطى الحكاية شكل فصول عدّة... الرابط بينها حكاية رجل وامرأة... يحكي من خلالها كلّ منهما تفاصيل حبه، والكاتبة مادلين شابسال كاتبة وصحافية من مؤسسي مجلة اكسبرس الفرنسية، وعضو في هيئة المحلفين النسائية الفرنسية منذ عام 1980، ولها نتاج روائي بلغ أكثر من عشرين عمل روائي معظمها حول تلك العاطفة [الحب] وقد تحول عملها الروائي: رواية "بيت جاء" إلى فيلم سينمائي، وكذلك روايتها "فصل من ورق" إلى مسلسل تلفزيوني.
ومهما يكن من أمر، قال المفارقة تكمن من أن مادلين شابسال، تزوجت وفي عام 1945 من جان جاك شرابير... ليقع الطلاق بينهما في العام 1960... أعقب ذلك قيامها بعمل انتحاري فاشل... وتساؤل رهن القارئ... هل هناك تناقض بين ما يجول في أعماق الروائي... وواقعه؟!!.
أم أن ذلك لا يعدو خيبة أمل في ذلك الشخص الذي لم يكن بمقدوره استيعان وتقدير وإحتواء تلك العاطفة التي ما فتئت في جذوتها الدافع لكل أعمالها الروائية؟!!. إقرأ المزيد