العلاجات المحظورة وامبراطورية الطب الحديدية
(0)    
المرتبة: 29,992
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار دمشق للطباعة والصحافة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:نحن نعيش في عصر العجائب، لقد جعلت الإلكترونيات عالمنا عبارة عن قرية صغيرة... وجعلنا التلسكوب "هوبل" قادرين على الرؤية بعيداً... حتى نلامس حدود بداية الزمن، نستطيع تحديد أي موقع نريده على الأرض عبر شبكة من الأقمار الصناعية، كما أصبحنا نستطيع تخزين عدد كبير من المجلدات والكتب في رقاقة إلكترونية ...صغيرة.
نستطيع تحقيق كل هذه الأشياء، ورغم ذلك يبدو أن هناك أمراً لا زال خاطئاً... خاطئاً بشكل مؤسف وبغيض، لا زالنا حتى الآن نلوّث كوكبنا الرائع بمخلفات صناعاتنا الكيماوية والبترولية، سالبين بيئتنا من مجد طبيعتها التي تحضننا، نساهم في إحداث خلل في توازن الطاقات الطبيعية المرهفة وغير المرهفة، فقط من أجل الإلتزام بمنطق منظومتنا الفكرية، والذي لا يوجد وصف حقيقي له سوى أنه مدمّر ومرعب.
دعوانا نواجه الأمر: إن كامل النظام المناعي لكوكبنا ينهار أمام عيوننا، والسرطان، المرض الأشهر في زماننا، ترداد شراسته أكثر وأكثر، حاصداً ملايين الأرواح سنوياً.
الطقس يصبح أكثر تطرفاً مع مرور كل موسم، ويبدو أننا لا زلنا نخسر المعركة مع الفيروسات التي تُحقن أو تتكاثر طبيعياً في ثروتنا الحيوانية ولقاحاتنا... وفي أجسامنا.
المضادات الحيوية التي ابتكرناها لم تفعل شيئاً سوى المساهمة في ظهور سلالات من البكتريا خارقة المناعة، والتي يمكنها أن تلتهم وجباتها من المضاد الحيوي دون أن تتأثّر أو تُصاب بأذى يُذكر.
مؤسساتنا التعليمية الوقحة والمتبجّحة تخرّج أشخاصاً يحوزون على معرفة واسعة في شؤون ومجالات تافهة لا معنى لها، بينما في نفس الوقت تزداد نسبة الأمية في العالم، وعدم الأكفاء هم الذين يحكمون.
ومع هذا كله يزداد عداء الأمم لبعضها البعض، كما أن العنف يزداد، أكثر النماذج قباحة وسوءاً تعتبر مثلاً علياً وجب الإحتذاء بها... يبدو وكأن هناك لعنة ما أصابت العقل الجماعي البشري، والذي أصبح يبيع نفسه لإقتصاد السوق الحرّة أو ما شابه من أنظمة وتوجهات تافهة وغير عقلانية. إقرأ المزيد