دورة الزمان ومصير أصحاب الحوزة - دراسة تحليلية لحوزة الكاهونا - الجزء الحادي عشر
(0)    
المرتبة: 7,652
تاريخ النشر: 28/11/2017
الناشر: دار دمشق للطباعة والصحافة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:في خلفية الوجود البشري على هذا الكوكب، هناك ماضي عظيم جداً وراقي جداً لدرجة أن إستيعاب فكرة وجوده كان يُعتبر وثبة كبيرة في التفكير المنطقي والتي فقط القليل من المفكرين تجرؤا على إتخاذها لأنها اعتبرت جموح من الخيال العلمي، كيف يمكن لهكذا حضارة أن تكون موجودة فعلاً في ذلك الماضي ...السحيق؟!...
ومع ذلك، فهذه الحضارة كانت حقيقية جداً بحيث ليس من الصعب إيجاد الإثباتات، الإكتشافات الأثرية في مواقع مختلفة حول العالم تشير بوضوح إلى أن كامل الكرة الأرضية كان يسودها في إحدى فترات التاريخ السحيق نموذج موحد من المعرفة المتطورة.
هذه المعرفة العميقة كانت عملية جداً بحيث تم إستثمارها لخلق تكنولوجيات عظيمة لدرجة أنها حتى اليوم بالنسبة لنا، تتجاوز كل ما نستطيع تصوّره أو إستيعابه.
وطبعاً، دون الخلفية الروحانية لعلماء تلك الحضارة، تصبح هذه التكنولوجيات العظيمة مستحيلة التطبيق، تتحدث المراجع التاريخية والدلائل الثقافية عن إستخدام القدماء لآلات وتقنيات تتفاعل مع الوعي البشري، ودون هذا التفاعل لا تستطيع العمل.
الطاقة التي كانوا يستخدمونها هي نوع من القوة الحيوية / العقلية والتي لا يوجد لها أي مصطلح علمي اليوم للإشارة إليها، لكن الكلمة الأشهر التي نستخدمها اليوم هي "السحر".
لا يوجد أي دراسة علمية اليوم لتفسير مصدر وآلية توليد هذه "الطاقة السحرية" لكن بالنسبة للقدماء فإن هذه الطاقة تعتبر أساسية وتمثل القاعدة العلمية الأهم التي تتمحور حولها كامل حضارتهم، وقد تمكنوا من توليدها بعد فهمهم الدقيق للطبيعة الروحية الحقيقية لذلك الجانب الخفي في الإنسان والمعروف بــ "النفس العليا" أو الـ "كا" KA.
لهذا السبب أشاروا إلى أفراد المجتمع العلمي لديهم بإسم "كا هونا" KAHUNA (كاهن بالعربية) الذين احترفوا التعامل مع هذا الجانب الباطني الجليل في كيان الإنسان واستعانوا به لبناء حضارتهم العظيمة.
أما كيف وصلت الأمور بعد تلك الحالة الحضارية العظيمة إلى ذلك المستوى من الإنحطاط والهمجية الذي ألفناه عن الماضي البشري فيعود سببها إلى عامل مهم جداً لكن رغم أهميته إلا أن القليلون فقط أدركوه واخذوه على محمل الجد.
إنها الدورة الزمنية التي تحكم المسيرة الإيقاعية للحضارة البشرية، أي بعد فترة من الصعود والإرتقاء، تأتي فترة من الهبوط والإنحطاط، هكذا في طبيعة الإيقاع الدوري لكل شيء في الكون، كل شيء في حالة متكررة من الصعود والهبوط.
إن فهم هذه الطبيعة الدورية يعتبر عامل أساسي يساعدنا في تفسير الكثير من الغوامض التاريخية مثل سبب وجود حضارات متطورة في الماضي البعيد لكن يليها حضارات همجية متوحشة وكأنها بالكاد تحبو نحو الحضارة. إقرأ المزيد