تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار دمشق للطباعة والصحافة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:جاء في مقدمة الكتاب:
إنّ التاريخ الإنساني الحقيقي لا يتم مداولته في وسائل الاعلام الغربية ولا حتى في المؤسسات التعليمية رغم الكم الهائل من الاكتشافات الأثرية المثيرة التي يمكن الاعتماد عليها في بناء قصة كاملة متكاملة حول أصول الإنسان.
أما الأسباب فلازالت مجهولة حتى الآن. لماذا لازالت نظرية القرن التاسع عشر ...حول التطور والارتقاء تدرّس لنا وللأجيال الناشئة في جميع الدوائر التعليمية الرسمية؟ لماذا لازالو يرسخّون في عقولنا تلك القصة التي تقول أننا ارتقينا من الحالة البدائية الى حالتنا المدينة المتحضّرة بشكل بطيء وتدريجي؟
في الحقيقة، إنّ فكرة "التطور التدريجي المتسلسل" بقيت دوماً مجرّد نظرية، وهي تعرض غالباً على أنّها حقيقة، على الرغم من أنّه من المستحيل إيجاد دليل مادي حقيقي لها. لكن هذه النظرية تحوّلت إلى أيديولوجيا صارمة لها عدد كبير من الأتباع المتشدّدين والناقدين، فازدادت قوّتها بشكل مخيف وضربت جذورها في أعماق الفكر الأكاديمي الرسمي.
والدليل على استحالة قلع هذه الإيديولوجية بسهولة هو أنه بعد مرور 150 سنة على نشوئها وسيطرتِها على العالم الأكاديمي المحترم، لم تستطع المئات من الاكتشافات الأثرية اللاحقة والمناقضة لها أن تزحزح عرشها أو تترك أثراً في عقول أتباعها المتعصبين. اكتشافات كثيرة مثل:
بطاريات كهربائية اكتشفت في العراق في العام 1938م ، ويعود تاريخها الى 248 – 226 ق.م. بلإضافة إلى أوعية نحاسية ثم تلبيسها كهربائيّاً بالفضة وتعود إلى 2500 ق.م.
قطعة كريستاليّة تعود لحضارة المايا، ثم حفرها لتتّخذ، بدقّة كبيرة، شكل الجمجمة البشرية، اكتشفت في العام 1912م، وتُشير بشكل واضح بأنّ عملية الحفر تمّت بواسطة آلات متعدّدة ومتطورة جدّاً. – خرائط جغرافيّة دقيقة جدّاً، تعود لقرون، وقال أصحابها بانّهم نسخوها من مراجع قديمة جدّاً، ويظهر فيها سواحل أمريكا الجنوبية، والقطب الجنوبي يبدو خالياً من القشرة الجليدية (مع العلم بأنّ آخر أجزاء القارة المتّحدة الجنوبية كانت خالية من الجليد قبل 4000 ق.م)
آثار تعرية سبّبتها مياه الأمطار في كل من تمثال أبو الهول في الجيز – بمصر، وكذك الهرم الأكبر والأوسيربون، وهذه العملية لا يمكن حصولها سوى قبل 7000 سنة، حيث كانت الأمطار مألوفة في تلك البلاد القاحلة الآن، وهذا يُشير بوضوح إلى أنّ هذه الصروح تم بناءها قبل التاريخ الذي حدّده الاكاديميون بزمن طويل. كشفت مواقع أثرية قديمة جدّاً عن هندسة معمارية راقية، لم يشهد التاريخ المكتوب مثلها سوى في العصر الحديث.
وهناك إنجازات لازالت التكنولوجيا العصرية تعجز عنها – أظهر السومريون القدامى إلماماً واسعاً ودقيقاً بعلم الفلك، كتحديد هوية ومواصفات الكواكب التسعة في نظامنا الشمسي، وكذلك معلومات تفصيلية مثل معرفة الأقمار الرئيسية لكوكب المُشتري، وهذه معلومات لم نتعرّف عليها في هذا العصر سِوى بعد اختراع التيليسكوب [...] هذه الحقائق تُمثّل جزءاً صغيراً من حجم الدلائل التي تشير إلى حضارات متطورة سابقة للعصر الحجري المزعوم، ولسوف يتفاجأ القارئ، وبعد اطّلاعه على ما تضمنه من وقائع في هذا السياق، أنّه ليس فقط في بقعة واحدة من العالم؛ بل في كل أنحاء العالم، هناك إنجازات يُصعب تصديقها، وحتى أنّ بعضاً منها يُظهر تقنيات أكثر تطوراً من تلك التي يمتلكها الإنسان المعاصر؛ بلإضافة إلى أنّ جميع أساطير الأُمم القديمة تحكي القصة حول الانحدار من العصر الذهبي، وأنّ هناك كارثة كونية (الطوفان) مسحت ذلك العالم المتقدّم من الوجود. أمر المذهل أن عمليات التنقيب أثبَتَتْ أقوال الأساطير وكذّبت ادّعاءات الأكاديميين الداروينيّين.
هذا ما يكشف عنه المؤلف في كتابه هذا مُبَيّناً بأنّ الحكمة والإبداعات التقنية التي كانت سائدة عند حضارات ما قبل الطوفان مدهشة إلى أبعد الحدود، بحيث لم يصل التاريخ الحديث إلى حضارة موازية لها، موضحاً بان فكرة إعادة بناء نظام عالمي تمّ ابتداعه من قِبل أعراق تتّصف بذكاء يفوق ذكاء الإنسان المعاصر بكثير، لازالت مستبعدة من قبل المنطق العلي، مورِداً الدلائل الكثيرة التي تشير إلى هذه الحقيقة تَشكّل حاسم.
وأخيراً لابدّ من القول بأن ما وُرد في هذا الكتاب من معلومات تؤكّد ذلك كلّه سوف تبدو مستحيلة بالنسبة للمتعلم ذو العقل الموّجه نحو الإيمان الأعمى بالعلم المنهجي وكل ثغراته وعيوبه لكن وجب على هؤلاء المتعلمين تذكر حقيقة أنّ ما يعتبر اليوم علماً صحيحاً سيصبح مجموعة مغالطات غداً، وما كان يُعتبر علماً صحيحاً منذ عشر أو عشرين سنة مضت أصبح خطأ اليوم.
بالتأكيد، مع ازدياد الأدلّة حول واقعية علوم ما قبل التاريخ المنسيّة، فسوف يصبح من الممكن اعتبار فكرة أنّ أجدادنا كانوا يعرفون أكثر ممّا نعرفه نحن الآن، لامتلاكهم ذكاءً خارقاً، ومهارات تكنولوجية متطورة لدرجة أن العقل المعاصر يجدها مذهلة فيستبعد وجودها. ورغم ذلك، سيقف القارئ ومن خلال هذا الكتاب، وجهاً لوجه أمام إنجازاتهم، وأسرارهم التي تُمثّل تحدّياً قويّاً للإنسان المعاصر. إقرأ المزيد