سر الصلاة أو معراج السالكين وصلاة العارفين
(0)    
المرتبة: 19,789
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار التعارف للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:يقول المؤلف في مقدمة كتابه: "... فإن للصلاة إجمالاً مقامات ومراتب، بحيث تكون لصلاة المصلي في كل مرتبةٍ فرقٌ كبير عن المرتبة الأخرى، مثلما أن لمقامه فيها فرقاً كبيراً عن المقامات الأخرى، فما دام الإنسان على (صورة) الإنسان؛ أي أنه إنسان بالصورة الشكل، فصلاته أيضاً تكون صورةَ الصلاة، وصلاةُ ...صوريّةَ شكلية، وفائدة هذه الصلاة تنحصر في صحتها الفقهية، وكونها مُجزية شكليّاً وفقهياً.
هذا إذا أقامها بجميع أجزائها وشروط صحتها، ولكنّها غير مقبولة ولا مرضيّة عند الله تعالى، أما إذا انتقل من المرتبة الظاهرية والصورة، وأدرك الباطن والمعنى، اكتسبت صلاته من الحقيقة عندئذٍ مقدار المرتبة التي تحقق فيها؛ بل إن الحال ينعكس في علاقة التأثير بناءً على ما تقدمت الإشارة إليه من أن الصلاة هي مركب السلوك، وبُراقُ السير إلى الله عزّ وجلّ، فما دامت صلاة الإنسان هي صورة الصلاة، ولم يتحقق الإنسان في مرتبتها الباطنية وسرّها، فالإنسان أيضاً هو هنا (صورة الإنسان) ولم يتحقق بحقيقته.
إذن فالميزان في كمال الإنسانية وحقيقتها هو العروج بالمعراج الحقيقيّ، والصعود إلى أوجِ الكمال، والوصول إلى باب الله تعالى بمرقاة الصلاة، لذا يلزم المؤمن بالحقّ والحقيقة، السالك إلى الله عزّ وجلّ يقدم المعرفة أن يعدّ نفسه لهذا السفر المعنوي والمعراج الإيماني، ويصحب معه ما يلزم من العِدّة والعُدَّة، والمؤونة والمعونة؛ ويبعد عن نفسه موانع وعقبات السير والسفر، وأن يطوي هذا الطريق مع الجنود الربانيين، والمصاحِبِ والموافِقِ لكي يظلّ مصوناً ومحفوظاً من الشيطان وجنوده، وهم قطاع طريق الوصول...
وعليه... فإن لكلّ مصلٍّ ينهل من هذا المعين العذب بمقدار توجهه وفهمه وإدراكه وعروجه فيها؛ بل وبمقدار صلته بالله تعالى من خلالها.
من هذا المنطلق، تأتي أهمية هذا الكتاب القيم مسطّر بيراع عالمٍ ربانيّ مصلٍّ، عرف نفسه فعرب ربّه، وأمر بالصلاة وأقامها حقّ إقامتها، وقد تناول فيه فلسفة الصلاة ومفاهيمها ومنازلها وأهدافها، وقد وضعه للخاصة من مريدي العلوم الإلهية والأسفار العرفانية، ليكون عوناً لهم في سلوك المنازل، ومعراجاً لهم في السلوك إلى الله تعالى، ولتكون صلاتهم صلاة العارف غير الجاهل، واليقظ غير الغافل، صلاة تظهر آثارها في عالم الدنيا وفي عالم الآخرة، صلاة تكون صلة لهم بالواحد الأحد، ومربية لهم في التعامل مع الآخرين، ناهيةً إياهم عن الفحشاء والمنكر، نافحة فيهم روح الإحسان والتقوى.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب حررّه المؤلف عام 1942م/ 1358 باللغة الفارسية، وقد روعيت في ترجمته الأمانة والدقة لتبقى لغته كما أرادها المؤلف؛ لغة عرفانية يأنس بها الخاصة، وقد يستقر بها العامة، والعصريون منهم، فإذا واجه القارئ أية صعوبة في فهم المصطلحات الواردة فيه، فبإمكانه مراجعة كتاب الإصطلاحات المؤلف "عبد الرزاق القاشاني"، وكتاب "التعريفات" للجرجاني، وكتاب "معجم المصطلحات الصوفية" للدكتور الحنفي. إقرأ المزيد