انقلاب القذافي - الطغيان الثوري وعبقرية السفه الجزء الأول (سبتمبر 1969 - مارس 1977)
(5)    
المرتبة: 140,515
تاريخ النشر: 29/05/2018
الناشر: مركز الدراسات الليبية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:في عام 1953 كتب (جيمس إيخلبرغر) الخبير في وزارة الخارجية الأمريكية تقريراً مطوّلاً بعنوان "الأنظمة الثورية ومشاكل السلطة"، وقدّمه لمجلس الثورة المصري عن المنهج الذي لا بد لكل ثورة أو إنقلاب عسكري أن يتبعه لحماية نفسه وللسيطرة على الحكم وعلى الشعب الذي يحكمه بأخبث الخيل وأضمن الوسائل.
والتقرير، وقد أورد نصّه ...كاملاً رجلُ المخابرات الأمريكي مايلز كوبلاند في ملحق كتابه المعروف "لعبة الأمم"، وألحقه المؤلف أيضاً بهذا الكتاب، لم يكن خاصاً بالثورة المصرية وحدها، بل أُعدّ لكل الإنقلابات التي حدثت بعد ذلك وما تزال تحدث في بلدان العالم العربي والعالم الثالث.
ويستطيع المرء ببساطة أن يرى مدى التشابه، بل التطابق الحرفي، في ملامح الأنظمة العسكرية التي سيطرت على عدد من هذه البلدان، ومدى إلتزامها وتشبّثها بما نصّ عليه ذلك التقرير، إنه أمرٌ بدهيّ، ما دام الراعي لهذه الإنقلابات واحداً، وما داموا قد تخرجوا كلّهم من مدرسة هذا التقرير المشؤوم.
قد يتساءل المرء: ولمَ يأتي هذا الكتاب اليوم ليشرح لنا تفاصيل سبع سنوات يائسة من بدايات حكم القذافي لليبيا (بين عامي 1969 و 1977)، وما تلا تلك السنوات أيضاً، وما حاجتنا الآن إلى أي كتاب يذكّرنا بتلك العقود الأربعة العجاف التي حكم بها ليبيا بالحديد والقتل والتعذيب والدمار، دمار الإنسان الليبي قبل دمار الديار؟ والحقّ أن ليبيا، ومعها بلدان العالم العربي كله، وبلدان العالم الثالث، هي أحوج ما تكون إلى قراءة تاريخ هذه الحقبة بتفحّص وتدبّر وإعتبار.
إنه قصة لمسيرة كل طاغية، كيف يبدأ وكيف ينتهي، رغم إختصاص كل منهم بشخصيته، وتنوّع ألوان ودرجات ودوافع السفه والعته والإضطراب النفسي، وغرائب الإستبداد والجنون لدى كل منهم ولكن البداية لديهم جميعاً واحدة لا تتغير: إنقلاب عسكري تقوم به ثلة من الضباط السذّج، لا يلبث أن يمتطيهم أكثرُهم خبثاً ومرضاً، وأقلّهم إنسانيةً وأخلاقية، فيتخلص منهم واحداً تلو الآخر، ليطيح بالأنظمة الديموقراطية ومجالسها ودستورها وقوانينها وإستقرارها، ولينفرد بحكم بلدٍ كان يحاول أن يتهجّى الخطأ على طريق التطور والقوة والإزدهار، فيعود به عشرات السنين إلى الوراء، ليوقف حركته، ويدمّر مستقبله، ويفسد شعبه وحضارته الأخلاقية والإنسانية والمادية.
أما نهاية هؤلاء فهي أيضاً واحدة لا تتغير، مهما طال أمدها: الإنتقام المرير من الأمّة المسحوقة، والمذلة والقتل لرأس الإنقلاب ولكلّ من سار في ركبه وسبّح بحمده، ولكن من يتعلّم الدرس؟.
هذا الكتاب، بكل تفاصيله الصغيرة، يقدم عرضاً حيّاً، ودرساً يجب ألاّ يُنسى، لكل أمة تخشى على نفسها ذلك المصير، ولكن عسكريّ تحدثه نفسه المريضة يوماً بأن يتبع طريق أولئك الذّين انقادوا عُمياً، بما كانوا يحملون بين جنبيهم من أمراض وعقد نفسية، فساروا وراء من خطّط لهم ليكونوا السكّين التي تنحر بلادهم وأمّتهم، قبل أن تمرّ تلك السكّين نفسها على رقابهم في النهاية. إقرأ المزيد