تاريخ النشر: 28/05/2018
الناشر: الفرات للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:هذا الكتاب هو تتمّة للكتاب السابق "أسرار ووثائق المقاومة ضد الإحتلال الإيطالي"، لأنه يغطّي مرحلة الحكم الفاشيستي بقيادة الديكتاتور موسوليني، ويشرح بالتفصيل بإستمرار معاناة أبناء الشعب الليبي.
وقد توالى على حكمه عتاة الفاشية الإيطاليّة أمثال فولبي وبادوليو ودي بونو وغراتسياني وغيرهم، في الفترة من 1920- 1942، تنفيذاً لأوامر رئيسهم الذي أمرهم ...بقوله Pestar sodo أي "أسحقوا بعنف!" فأنزلوا الويل بالسكّان وخاصة بتهجيرهم ومن جنوبي بنغازي ومن كامل الجبل الأخضر ليقطعوا حوالي 1500 كم.
مشياً على الأقدام، وحجزهم في مخيّمات الإعتقال الجماعي وسط الصحراء القاحلة، لتفتك الأمراض والجوع بنحو نصف السكّان، إضافة إلى إقامة حاجز الأسلاك الشائكة بطول 1300كم.
على الحدود مع الجارة الكبرى مصر، لمنع وصول المؤن ووسائل الدفاع إليهم، بل أسقط المستعمرون من الطائرات الغازات السامّة "الأيبيريت" و"الفوسجين"، فأفنوا الناس والحيوان والنبات، كما صوّر لك وغيره المؤرّخون الإيطايون المنصفون، وكذلك إرتكاب فظائع التقتيل والتمثيل والإغتصاب في (الكفره)، وكما عبّر عنها عمر المختار قائد المقاومة المستميتة، في رسالة منه إلى المناضل القومي اللبناني الأمير شكيب أرسلان سنة 1931،): "ولو يُذكر للعالم كل ما يقع من الإيطاليين، لا توجد أذن تصغى لما يروى من إستحالة وقوعه، والحقيقة والله وملائكته شهود، إنه صحيح، وأننا في الدفاع عن ديننا وطننا صامدون، وعلى الله في نصرنا متوكلون".
وحين واجه السفّاح غراتسياني الذي طلب منه الإتصال بأعوانه وإيقاف الثورة: كان ردّه: قد أقسمنا جميعاً أن تموت واحداً بعد واحد، ولا نسلّم أنفسنا بتاتاً، ومن المعروف أني لم أسلّم نفسي إليكم"، كما صاح في وجه قاضي المحكمة الجائرة "شاركت في جميع المعارك، وإذا ما حدث أنني لم أكن هناك، فالعمليّة تنفّذ بموجب أوامري؛ فالحرب هي الحرب، وطالما كان مباحاً فنحن نقتل".
ولكنه هو عمر المختار، عندما أمر بعدم قتل أسيريْن إيطاليْين، قال له أحد المجاهدين: ولكنهم يقتلون أسرانا، فرد عليه: "إنهم ليسوا أساتذة علينا!"، وحين حُكم عليه بالإعدام شنقاً قهقه ضاحكاً وقال: الحكم حكم الله، لا حكمكم المزيّف - إنا لله وإنّا إليه راجعون... ولذلك قال عنه شوقي أمير الشعراء: "الأسد تزأر في الحديد ولن ترى في السجن ضرغاما بكى إستخذاء.
وفي الكتاب سيجد القارئ شرحاً وافياً لأعمال الإستعمار الإستيطاني، وفي إحلال عشرات الألوف من الإيطاليين، في أراض الليبيين المغتصبة، الذين تمّ طردهم إلى المراعي النائية والصحارى، أو المهجر، كل ذلك وغيره بالرقم والصورة والوثيقة، ليختم بسقوط الطاغية موسوليني ونظامه، وشنقه مع أعوانه من أرجلهم، بأيدي أبناء الشعب الإيطالي، ليكون عبرة لمن يعتبر، وبرهاناً على أن كفاح الشعوب ضد الطغيان سيتوّج حتماً بالنصر. إقرأ المزيد