تاريخ النشر: 19/04/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:إن مُسمى "رجل الدين" هو منصبٌ تحدده بعض الديانات والمجتمعات بوضوح، ويعتبر منصبٌ يضع صاحبه مع النخبة المتميزة في المجتمع وله كلمته وله أتباعه المخلصين على غير هدى والمتأثرين به، لذا نجد أن رجال الدين من ذوي "نزعة التطرف" هم المؤسسين الحقيقيين على مر العصور بما يسمى "النزاعات الدينية" بين ...أتباع الطوائف والديانات، وتلك النزاعات تؤدي إلى صناعة التطرف في نفوس الجماهير المؤمنة بزعمائها الدينيين والمنقادة لهم بالعاطفة والمشاعر والمعتقدات المتخلفة.
لهذا نجد أن المسميات المقيتة والحقيقية التي تنطبق على أقوالهم وأعمالهم مثل: (التطرف، والتشدد، والتزمت، والغلو في الدين) لا يتم تداولها بين الرموز الدينية المتشددة وأتباعهم المخلصين بهذه المسميات، فعادة ما يعمدون إلى تغييرها من معاني تطرف وتشدد وتزمت إلى أسماء أكثر لطفاً وطمأنينة وأكثر تحضراً لتظليل الناس مثل: (الروح الجديدة، والنفس العظيمة التي تسري في جسد الأمة، والأتباع الطاهرون، والناصرين لدين الله، والصحوة، وحزب الله، والإخوان المسلمين، وأنصار الله، والشيوخ الربانيين، وأحباب الله، وأهل الحق... إلخ) ولهذا فإن أقرب تشبيه لهذا الإنحطاط والسخف الفكري حين يتم منح الأسلحة الفتاكة مسميات رقيقة ومرحة مثل: (القنبلة الذرية السوفيتية حين يطلق عليها الروس اسم "تاتينا" هذا الإسم النسائي الجميل الفاتن الذي لا يتوافق مع التدمير الهائل والمخيف لذلك النوع من السلاح الفتاك والمحرم دولياً، وكذلك قاذفة الصواريخ الشهيرة والمدمرة التي تحمل اسم "كاتيوشا" ومعناه تصغيراً لإسم فتاة في اللغة الروسية، وكذلك المدافع التي تحمل اسم الأزهار اللطيفة، منها مدفع الهاون ذاتي الحركة الذي يحمل اسم الزهرة "توليب" ومجمع الصواريخ المضادة للدروع المسمى "الأقحوان"، وقاذفة اللهب التي تحمل اسم "بوراتينو" هذا الإسم المأخوذ من الشخصية الخيالية من حكايات الأطفال... إلخ)، ولك عزيزي القارئ أن تقارن بين هذه الأسلحة المدمرة ومسمياتها اللطيفة، وبين تلك الحركات الدينية المتطرفة والخطيرة ومسمياتها الجذابة!... إقرأ المزيد