تاريخ النشر: 30/03/2018
الناشر: دار روافد للطباعة والنشر والتوزيع، أطياف للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:شظايا هو عنوان هذه المجموعة النثرية ، وهو أيضاً مضمونها ، حيث تشكل الشظايا الرعب الوجودي ، المكاني / الزماني الإغترابي ، والنوستولوجيا ( الحنين إلى الماضي ) والألم والحزن والتيه ، ثيمات هذه المجموعة . فكل شيء لدى الكاتب متشظي ابتداء من الذات وانتهاءً بالوجود الإنساني على هذه ...الأرض ، الذي يتشظى الزمن حوله فيحوّل الحضور للغياب ، ويغيّب الإنسان الأمكنة ، فكاتب الشظايا يرى ذاته هكذا ... ( لا أملك زمام أمري فكلما أيقنت أنني قريب من لملمة روحي أراها شظايا تتناشر من جديد في دورة لا تنتهي وفي تكرار لا يمل ) ، ومن نص يجعل عنوان المجموعة يأتي التشظي حالة متوالدة لغوياً كان المضمون برسم تشظيه باللغة ، فلغة الطويل في حدّ ذاتها متشظية متغيرة كأنها دوائر إنشطارية ، تنداح من المركز إلى الأوسع فالأوسع ، فمن الروح المتشظية المتناثرة إلى الأصابع الدامية إلى اليد المهترئة ، إلى الثياب المتسخة إلى الحياة التي تئن ، ثم عودة مرة أخرى إلى شتات الروح حيث يتوالد التشظي في دورة جديدة مرة أخرى من الذات للخارج إلى الذات ، ويبلور هذا لغة ، بتوالد جملة من جملة ؛ وكلها جمل قصيرة متقطعة / متشظية تشكل شذراتها صورة التشظي العام للذات المنتدبة الممزقة حيرة ورعباً وألماً وحزناً ... ( ألملم روحي المتناثرة ... تخرج شظاياها يدي .. قدمي أصابعي المهترئة على ثيابي المتسخة ... تئن بي الحياة فلا أجد من يمسح دمي ... ولا من يجمع شتات روحي ... ولا من يكفكف دمعي ) فإن تساءلنا لماذا هذا التناثر والتشظي وعدم الثبات ؟ كان الجواب .. لأنه يرى نفسه ألعوبة في يد زمن قدري أكبر منه ، ومن كنهه ... ( وحيداً كالبحر .. صامتاً كالقدر .. مظلماً كالليل .. مقفراً ومكفهراً كذاتي .. لا أحمل في قميصي سوى أزرار ما تبقى من القميص ، وقلم في بنطال الزمن يكتبني متى أراد .. ويمسحني متى أراد ) لكل ذلك .. دخلت الذات المغتربة المتشظية في رعب وجودي من الزمن وصراع لا ينتهي ، ولكنه صراع تدرك الذات أنه غير متكافىء بين المجهول ، وبين ذات هي في الأصل متشظية ، وتدرك مدى ضعفها ، الأمر الذي جعل الذات مستسلمة لكل أنواع التشظي والإنكسار والتراجع ، فالزمن عملاق مرعب يتقدم ولا يبالي بمن يسحقه أو يصرعه تحت وطأة تقدمه البشري ... ( كثير من الدموع التي ذرفت ذات مساء على خاصرة الزمن .. الزمن ... الزمن سيف قاطع مسجي على الرقاب ... أحاول كثيراً أن أنتصر عليه لكنه لا يمنحني فرصة تحقيق رغباتي فأنزوي خلف الضياع ) .. إنها فلسفة الإغتراب والهروب من وجود عدمي ، معرض للفناء في أي لحظة من لحظات الوجود العبثي .. لكن هذه السريالية لدى الكاتب لا تخلو من رومانسية غائرة في الذات المغتربة الداعية المزينة ، والرومانسية أصلاً ملحاً للذات وهروب من واقع ازداد فيه القبح وسحق إنسانية الإنسان ، الرومانسية هي شاعرية العواطف المصطخبة في الأعماق / النفس ، والساكنة الهادئة ، السالبة عن أي فعل تنويري في المشهد الخارجي .. وعليه يمكن القول بأن في هذه " الشظايا " كثير من العمق الفلسفي ، والرؤى الفلسفية الوجودية للإنسان المعاصر ، ومحنته واغترابه وتشظياته وتيهه ورعبه ، في معاناة أزلية لا يستطيع أن يجد لها حلولاً تقهرها فيرتاح ، أو تسلمه إلى مرافىء الأمان والإطمئنان ، وكيف يرتاح وهو تائه أبدي مطارد مما يعتقد أنه يتكئ عليه ويحتمي به .. زمن هارب ومكان عرضة للمتغيرات المفاجئة ، والحروب والتلوث والدمار ... إقرأ المزيد