تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة الناشر:"كانت بعض الأصوات تقترب منا، ضجيج وصخب وهتافات تردِّد: - ارحل!... ارحل!... ارحل!...
تتبعها كلمات غير واضحة، وطلقات نارية تُسمع من بعيد، كنا نصيخ السمع عسانا نعرف ما يدور حولنا...
-لا تهتموا بما يدور، سئمنا من مثل هذا، يومياً تصلنا أنباء عن ثورة هنا وهناك، طاغية يرحل وطغاة يأتون، لا شيء يتغير ...نحو الأحسن، الأمر يزيد سوءاً...
-ألا يحق لنا أن نحلم بأشياء جميلة على الأقل، ما دام الواقع بكل هذا السوء؟...
-للأسف، احلامنا صارت مصادرة!...
عقّب الآخر: - مرت معي رواية موسومة بهذا العنوان "عفواً، لا تصادروا أحلامي"!...
-يبقى مجرد عمل روائي قد يُقرأ وقد لا يُقرأ، والواقع أن أساس الإستبداد هو مصادرة الأحلام، ونشر الكوابيس المجانية.
قال جاري معلَّقاً على الرجل الأقرب إليه، وأضاف:
-مأساتنا أننا أمّة لا تنتج البديل، بل تكرّس الواقع، إن لم نقل تزيده رداءة، من ظهر الحمار لا يولد إلا الحمير أمثاله.
-بل من صلب المستبد لا يولد إلا مستبدون آخرون.
أردف الثاني
-هذا زمن التتار، جنكيز خان يقترب من هنا، أكاد أجزم أنني أرى ألوية سوداء تحمل جماجم بكل مكان، الرؤوس تتطاير هنا وهناك بإسم الله والشريعة والخلافة.
-هذا ما رأه أيضاً كلما غفوت، حمم ودماء وسواد وجثث تتغذى عليها.
عقّب جاري بالمطعم
-عن أية أمّة يتحدثون؟ وإلى أية جغرافية ينتمون؟ لعلّهم يعرفون على الأقل في أي سياق زمني هم، أما أنا فقد كنت كالأبله، اسمع ولا أعي... كنت خارج السياق...". إقرأ المزيد