لماذا نكره ؟ أو كراهيات منفلتة مرة أخرى
(0)    
المرتبة: 111,707
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار سؤال
نبذة الناشر:الهوية تقوم على الكره!... هل هذا معقول؟!... قد يرفض معظمنا، لأول وهلة، مثل هذا الحكم المتسرع والذي لا يخلو من تجن على الهوية، نعم قد يبدو هذا تعبيراً مبالغاً فيه نوعاً ما؛ وإلا كيف تقوم الهوية على الكره؟!...
لكننا ننسى، في هذه اللحظة تحديداً، أن الهوية قد تقوم على ما هو ...أبشع من الكره، على القتل، قتل الآخر المختلف، قتل العدو الذي يُصوّر كشيطان رجيم أو كخطر يهدد وجودنا.
وهنا لا بد من تذكيرهم بكتاب أمين معلوف "الهويات القاتلة"، ويكتب أمارتياً صن عن "الهوية والعنف"، الهوية تقتل، وتقتل بلا رحمة!...
هذا ما يقول أمين معلوف وأمارتياً صن، بمعنى أن للهوية قدرة - إذا ما توافرت لها الشروط اللازمة - على تحويل البشر من أناس عاديين إلى قتلة أو "أنصاف قتلة".
إلا أن ذلك ليس عملية تلقائية، بل إن أصحاب الهويات القاتلة لا يذهبون إلى القتل من دون أن يكونوا مدفوعين بــ "شيطان" عاطفي يوسوس في صدورهم، ويؤجج الحماسة في نفوسهم، ويجعل الدم يغلي في عروقهم، بحيث يكون قتل البشر، بالنسبة إليهم، مسألة تافهة مثل سحق حشرة أو قطع نبتة ضارة.
إنه شيطان الكراهية، الكراهية التي تقتل، إنها تلك المشاعر العنيدة التي تفوح منها رائحة الدم كما تحركت في نفوس أصحابها، إنها أسلحة الحروب التي لا غنى عنها، وإلا هل رأيتم حرباً تُشنّ من دون إثارة الكراهيات، من دون شيطنة الخصم البغيض؟...
بين الحرب والكراهية دعم متبادل، فالحرب تحتاج إلى الكراهية لشيطنة العدو وإثارة الحماسة المجنونة في نفوس الأتباع، والنتيجة تكون تجذّر الكراهية وإنفلاتها أكثر وأكثر؛ لأن كل فعل أو قول جائز في الحروب، هكذا وكأن الكراهية تديم نفسها من خلال الحروب وفورات العنف المتكررة، فما الحل؟... إقرأ المزيد