جزيرة الورد - ثلاثية لمدينة المنصورة
(0)    
المرتبة: 77,118
تاريخ النشر: 30/01/2018
الناشر: منشورات المتوسط
نبذة الناشر:تدور وقائع هذه الثلاثية بين مدينة المنصورة والإسكندرية وباريس ودبي. لكن المنصورة تعد الموضع الرئيس للأحداث، وأبرزها قصة الحب بين رامي وكريستين، المسلم والمسيحية، وزواجهما وإنجابهما ابنتهما حنين. وبسبب هذه القصة الرومانسية تتحول الحياة، رغماً عن أطراف كثيرة، إلى دراما تتابع هذه الثلاثية تفاصيلها، عبر مصائر جيل الأب، والأم التي ...اختفت من غير أن يعرف أحد أين ذهبت. حتى يفهم القارئ أخيراً هذا السر في الجزء الثالث "مفتاح الحياة".
يخدع البعد الظاهري للرواية القارئ المتعجل، فتبدو أنها رواية تتناول علاقة المسلمين بالأقباط، وظاهرة العنف الديني في مصر، عبر صعود جماعات التكفير والإخوان، وكافة صور التغير الاجتماعي الديني، عن طريق التأثر المجتمعي، بالتدين الشكلي المستورد من خارج مصر منذ منتصف السبعينات. لكن الرواية في الحقيقة تتأمل ما هو أبعد من ذلك.
حرية المرأة واحترامها لنفسها ضمن الصراع الأبدي بين الغرب المتفتح والشرق التقليدي، المنضبط أخلاقياً ودينياً. وتخبطها أمام عالم ظالم وقاس لا يتيح للمرء أن يعيش حياته كما وهبها الله له. بل تقييده بقوانين قاسية تنحدر به إلى سوداوية لا مهرب منها.
... «ماريّا قلبتْ حياتي رأسًا على عقب. أصبحتْ مركزاً لوجودي، يبدأ عندها كلّ شيء، وينتهي أيضًا. حتّى إحساسي بالزمن، لم يعد سوى متواليات من العَدّ التنازلي، أنتظر فيها أيّام الآحاد التي مثّلت المواعيد الثابتة المقدّسة للقاءاتنا الأسبوعية.
أنتظرها قريباً من "بيت المُحافظ"، في الطريق العلوي المواجه للمدرسة اليونانية، فننطلق إلى "نادي التجديف" على الضّفّة الأخرى في طلخا، أو "كازينو النيل"، وأحيانًا نذهب إلى "راندوبلو" الذي يقع في الشارع الصغير الذي يفصل بين شارع البحر و "ميدان الطّميهي"، فكون ماريا يونانية، ولا أهل لها في المنصورة، كان يوفّر فرصة تحرُّرنا من قيود كثيرة. وأحيانًا كنّا نسير ببطء على امتداد الكورنيش حتّى نصبح بمحاذاة حديقة "الهابي لاند" على المرتفع المسفلت العلوي المخصّص للمشاة، ومنه نعبر إلى طلخا مروراً على كوبري القطار، نختار أهدأ شوارع طلخا المظلّلة بالأشجار، لنواصل حواراتنا الهامسة.
حكيتُ لها عن كلّ شيء: نادية التي كنتُ أعرف قدرتها على الإحساس بكلّ ما يمرّ في روحي من شعورٍ وخبراتٍ نَفْسية، وكانت ترفع حاجبَيْها الشقراوَيْن دهشة، وأخبرتُها عن عماد وموته الدرامي الذي ترك ثقبًا أسود في روحي، لا يُرجى شفاؤه، وعن كريستين حبيبة الطفولة، والراهبة الحالية التي لا أعرف عنها شيئاً". إقرأ المزيد