الطاقة والبيئة: مدخل إلى العلوم المتكاملة
تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن الزيادة الهائلة وغير المتوازنة في عدد السكان تؤثر حتماً على التوازن الطبيعي وعلى استمرارية الحياة البشرية نفسها. فالعدد المتزايد دوماً من البشر يتطلب إنتاجاً متزايداً من الأغذية والمنتجات الزراعية، الشيء الذي يستدعي استغلال الأراضي الزراعية أكثر فأكثر. وينتج من الإفراط في استغلال التربة الزراعية نفاد العناصر الكيماوية الضرورية ...في أية عملية استزراع، مما يوجب اللجوء إلى استخدام مخصبات كيماوية. وكذلك لحماية الغلال من الآفات الزراعية، يتوجب اللجوء إلى المبيدات الحشرية.
هذا بالإضافة إلى أن النفايات الكيماوية (مثل الـ د.د.ت) في التربة حيث قد تنقلها مياه الأمطار إلى الأنهار والبحيرات والبحار حيث يحدث الاختناق التدريجي للكائنات المائية بفضل نقص الأوكسجين الناتج عن استخدامه من البكتريات في أغراضها التحليلية. وبذلك تتهدد الكائنات المنتجة في المحيطات. وهي في البلنكتونات النباتية بالانقراض التدريجي وتشكل حلقة هامة في سلاسل الغذاء، الشي الذي يهدد استمرارية الحياة وانقراضها التدريجي تبعاً، لزيادة الملوّثات وتراكمها في هذه المنظومة البيئية الضخمة (مياه البحار والمحيطات) وتأتي الملوثات النفطية الناتجة عن تلوث مياه البحر بالبترول المتسرب من النقالات الضخمة التي أصبحت "سمة العصر"، فتزيد من الأخطار الناجمة في انطفاء الحياة بالاختناق التدريجي.
هذا بالإضافة إلى تلوث الهواء الجوي بالغازات السامة المنبعثة من المصانع والسيارات والتلوث بالضجيج في المدن المكتظة بالسكان، الذي يؤثر على استمرارية الحياة البشرية: مثال على ذلك اختناق آلاف الأشخاص وموتهم في إحدى المدن الأميركية في أواخر الأربعينات، وأيضاً سحب الدخان السوداء في مدينة لوس أنجلوس الأميركية خيل مثال على التلوث الجوي الخطير الناتج. وفي شوارع مدينة باريس، أشجار تزيينية التي امتنعت عن الإزهار اليوم، بينما أزهرت بين أعوام 1939-1944 بفضل نقص الملوثات الهوائية أبّان الحرب العالمية.
حول هذا الموضوع الطاقة والبيئة يدور الحديث في هذا الكتاب في محاولة لإبراز من هذه الوقائع المثيرة؛ الخطر المحدق باستمرارية الحياة على سطح الكرة الأرضية حين أسهم الإنسان والتقدم التكنولوجي في "الاختناق التدريجي" بإذكاء سعير هذه النار التي أُشْعِلَتْ لتسهيل الأمور المعيشية. ومن خلال ذلك بين المؤلف وضمن دراسة علمية موضوعية بأن مصير الإنسان سيكون كمصير غيره من الكائنات الحية، وقوداً لتلك النار إذا ما استمر في استغلال الطبيعة بشكل غير عقلاني، حيث يكون ضحية التلوث. وهي مشكلة العصر الأكثر بروزاً. إقرأ المزيد