تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: منشورات ذات السلاسل
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:"إبتساماتنا... إلى كل إبتسامة جمعتنا عودي من جديد... سوء تقدير منا بعدم الإستمتاع باللحظات الجميلة إلى ما لا نهاية، نحن بشر نعشق الحزن ونشعر أحياناً وكأننا مرتبطون به إرتباط كليّ وروحيّ وتام... نعيش كل لحظة فراق حتى نحلل كل دمعة فيها... نعيش كل حزن حتى يحلّ الحزن منا ويغادرنا... ...نعيش الألم حتى لا تبقى لدينا طاقة ولا قوة لتحمل المزيد، لا أعلم لماذا نفعل ذلك بأنفسنا كبشر؟... لماذا نعشق أغاني الفراق والخيبة والحزن... أكثر من تلك التي تصور لما جمال المشاعر وروعة الحب؟...
ما الذي نودّ أن نخرجه من قلوبنا حين نقوم بإحتساء الألم صباحاً بدلاً من القهوة؟... لماذا تناول الحزن ظهراً بدل الغداء والتلذذ بالدموع بدل العشاء؟ هل يفعل ذلك نحن نهرب من شيء ما؟ هل نهرب من المسؤولية، لأن بحزننا لن يلومنا أحد على سوء مزاجنا وتقلباته اللامتناهية؟ هل نودّ أن يشعر جميع من حولنا بالشفقة علينا؟ هل أصبحنا ندمن هذا الإحساس؟ لماذا لا نقدر لحظاتنا الجميلة والسعيدة كما نفعل مع تلك الحزينة؟ لماذا لا نسعى لتكرار السعادة بحياتنا؟... لماذا لا نشتري قربها لماذا لا نعيشها مطوّلاً؟...
نكرر جملة "الأوقات الجميلة تمضي سريعاً وندين أنفسنا بأننا لا تستمتع بها كما يجب... وإلا لم نكن لنسمح لها بمغادرتنا بهذه السرعة، لماذا ليل المقهور والمظلوم طويل؟... وليل من بات منتظراً رحلة العمر أو ليلة زفافه تصير؟...
نحن الملامون أولاً وأخيراً... نحن السبب ونحن إجابة كل "لماذا" طرحتها في هذه الرسالة... في رسالته هذه، وإن يكن الأمر مجازاً، كما في جميع رسائله في مجموعته هذه، تتلقف عين القارئ هذه الرسائل... هذه المدونات... لتسري معانيها متفلفلة في حنايا نفسه، تحرك ما استكان فيها من مشاعر... فيحسّ القارئ وكأن السطور هي أخبايا نفسه... وكأن المعاني رشقات أحاسيسه... وكأن ما يقع ناظره عليه ليست بالحروف... بل هي أنغام تتصاعد حيناً حزينة تكشف عن لوعة... وحيناً مرحة تفصح عن سرور... وأحياناً تفيض محبة فتكشف في كل إيقاعتها مصداقيتها عن قلب حانٍ ونفس شفافة تعي العمق الإنساني بكل حركاته وسكناته... ألمه وسعادته... وخطراته...
وأخيراً وليس آخراً فحدود هذا جاري الكتابة لا تقف عند حدود الكلمة... التي هي كالكتابة مسترسلة إلى اللانهاية وكيف لا وهي مرتبطة بالإنسان الذي تمضي إبداعاته إلى لا نهاية... إقرأ المزيد