تاريخ النشر: 21/11/2017
الناشر: دار سعد الدين
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يعتبر نشر هذا الشرح فرصة نادرة ، كعمل من أعمال مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق . وإن تقديم شرح الشيخ عبد القادر المبارك لمقصورة إبن دريد ليس المقام للتعريف بالشيخ ، فقد كان شهاباً تألق في أفق المجتمع العلمي منذ تأسيسه بعد انخراط عقد الدولة العثمانية . ولد الشيخ ...عبد القادر المبارك سنة 1876 في ذُرا والدٍ عالمٍ من علماء دمشق ينتهي نسبه إلى الحسن ، وهو سليل أسرة جزائرية ، إذ هاجر جده إلى دمشق . وكان الشيخ المبارك من مؤسسي المجمع العلمي العربي عام 1919 ، وبذلك ساهم مساهمة كبرى في حركة التعريب التي أطلقها المجمع لاستبعاد الألفاظ الأعجمية من اللغة ، واقتراح البدائل لها لتستقيم اللغة العربية لغةً فصيحة لا تشوبها شوائب الألفاظ الغربية . ولقد أحب الشيخ المبارك الغوص في بحر العربية الواسع ، سعياً إلى الإحاطة بأهم مصادرها ، وهي كتب السيرة النبوية وكتب التراث اللغوي ، فكان الشيخ المبارك ينهل من ينابيعها ويفيد من ركائزها ، ليخرج بالبحوث والمقالات التي تعيد اللغة العربية إلى وجدان أبنائها بعد أفول شمسها في ظل حكم غير عربي . وإلى جانب تمكنه من علوم اللغة فقد عرف الشيخ المبارك شعرٌ كان ينظمه في المناسبات ولعل حسه الشعري الذي كان الدافع لاحتفائه بمقصور إبن دريد منذ صغره ، جعله يحببها إلى طلابه ، وجعل والده يوصيه ، تأكيداً لما رآه من تعلقه بهذا الأثر الشعري النفيس ، أن يخرج للمقصورة شرحاً لغوياً وافياً يجزي القارىء ويكفيه حدوث البحث والرجوع إلى كتب اللغة لاستعلام معاني مفرداتها . والمقصورة هذه نوع شعري رَوِيُّ كل بيت فيها ألف مقصورة ، ويبلغ عدد أبياتها 250 بيتاً وقد أملاها إبن دريد سنة 297ه وعمره إذاك أربع وسبعون سنة ، وقد اشتُهرت لما فيها من فن واقتدار وتسجيل لحوادث التاريخ والحكم والإقبال ، وأثارت ضجة صاخبة حول إسمه ، فرفعه إلى مصاف الشعراء الكبار ، حتى قال الأسدي " إن أبا بكر إبن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء " . لقد تخلف عبد القادر المبارك ، كي يشرح هذه المقصورة ، على دراسة الشروح السابقة التي تسنى له الوقوف عليها لكشف ما فيها من هنا، والتأكد من انطباق التفسير على حقيقة المعاني الواردة في المقصورة ، معتمداً ألفته المصنفات اللغوية التراثية ؛ كالقاموس ، والتاج ، واللسان ، مستنداً إلى ذائقته المصقولة من أنفاسه في الدراسات اللغوية والمقرونة بحسّ لغوي مرهف . وهكذا فقد قدّم الشيخ عبد القادر المبارك للغة العربية ، ولقارئها تحفة عظيمة ، وخدمة جليلة . من خلال هذا العمل الأصيل الذي سيّر فيه أغوار اللغة ، مبيّناً الفروق بين المفردات ، مفسّراً مقاييس الألفاظ ، مصححاً نسبة الأشعار إلى أصحابها ، متمثلاً بالمعاني القرآنية وتفاسيرها ، مستقياً الشواهد من أمهات الكتب . وأيضاً ، وأيضاً ، فقد أجاب الشيخ المبارك في كتابه هذا ، عن كل التساؤلات التي قد تَعرُض لقارىء المقصورة ، وسدّ ما كان في شروحها السابقة من تغيرات ، وقد أضفى على شروح إبن هشام وإبن خالويه وغيرهما إضاءات جديدة ، مستخلَصة من أوسع المصادر ، وذلك كله نتيجة جهد قلّ نظيره في يومنا هذا . ولا شك بأن القارىء سوف يجد هذا السفر النفيس حاوياً على فوائد لغوية جمّة ، ويُعجب بعبقرية ابن دريد وغزارة علمه ، ومقدرته على حبك عناصر هذه المقصورة واقتفاء قوافيها ، وسوف يُكبد ، في هذا الشرح ، سعة اطلاع الشيخ عبد القادر المبارك على كنوز الألفاظ والمعاني في اللغة العربية العريقة ، مؤكداً فضله في شرح هذا الأثر الباقي . إقرأ المزيد