العلاقات السعودية - المصرية (1371 - 1387هـ / 1952 - 1967م)
تاريخ النشر: 12/06/2018
الناشر: الدار العربية للموسوعات
نبذة نيل وفرات:شهدت السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية تطورات باللغة الأهمية، ليس في العلاقات الدولية فحسب؛ بل وفي العلاقات العربية - العربية أيضاً، والتي كانت بدورها انعكاساً في بعض جوانبها للعلاقات الدولية في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية التي اتسمت بما يُعرف بالحرب الباردة بين المعسكرين: الشرقي بزعامة الاتحاد ...السوفيتي - والغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
ونظراً لأهمية هذا الموضوع فإن الجامعات العراقية أبدت، في السنوات الأخيرة على نحوٍ خاص، اهتماماً ملحوظاً بدراسة موضوعات العلاقة العربية - العربية، في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
من هنا، تأتي هذه الدراسة التي اشتمل عليها هذا الكتاب، في سياق ذلك الاهتمام وتيسيراً له، وكذلك أوراقاً لأهمية موضوع العلاقات السعودية - المصرية بين عامي (١٩٥٢ - ١٩٦٧م) وتأثيرها في مجمل العلاقات العربية - العربية، ولا سيما في المشرق العربي.
هذا ويبدأ موضوع هذه الدراسة في السنة التي شهدت قيام الثورة المصرية ٢٣ تموز / يوليو ١٩٥٣م، أما بالنسبة التي ينتهي عندها موضوعها فقد شهدت نهاية الصراع السعودي - المصري في اليمن سنة ١٩٦٧م ودخول العلاقات بين الدولتين مرحلة جديدة.
وإلى ذلك، فقد اشتمل هذا الكتاب على تمهيد ومقدمة وأربعة فصول، تناول الفصل الأول: العلاقات السعودية - المصرية حتى سنة ١٩٥٢م، إذ تضمن تمهيداً للعلاقات بين الدولتين منذ القرن التاسع عشر مروراً بالقرن العشرين، حيث تم التركيز في هذا الفصل على دراسة متغيرات ما بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة تأسيس جامعة الدول العربية، والموقف السعودي - المصري من القضية الفلسطينية، ومن الإنقلابات العسكرية في سوريا، ومشروع الإتحاد العراقي - الأوروبي سنة ١٩٥٠م، وتأثيره على العلاقات بين الدولتين، ثم تناول الموقف السعودي من العلاقات المصرية - البريطانية ابتداء من سنة (١٩٤٦ إلى العام ١٩٥٢) وهي السنة التي قامت فيها الثورة المصرية.
أما الفصل الثاني فقد تمحور حول فترة التقارب في العلاقات السعودية - المصرية والتي تمتد من (سنة ١٩٥٣ إلى سنة ١٩٥٦م)، ففي سنة ١٩٥٣م تسلم الملك سعود بن عبد العزيز سلطاته الدستورية، كما أعلن النظام الجمهوري في مصر، حيث تم التطرق إلى دوافع هذا التقارب المتمثل بعلاقات الطرفين المتوترة المتمثل بعلاقة الطرفين المتوترة مع بريطانيا، والتي تمثلت في المطالبة المصرية بجلاء القوات البريطانية عن السويس، واحتلال القوات البريطانية لمنطقة البريمي في الخليج العربي؛ فضلاً عن علاقات الطرفين المتروية مع الهاشميين في العراق والأردن؛ لا سيما الأولى منها، وموقف كل من السعودية ومصر المناهض لحلف بغداد.
بالإضافة إلى ذلك، تم في هذا الفصل تسليط الضوء على مظاهر هذا التقارب المتمثلة بإعتراف السعودية بالنظام الجمهوري في مصر ١٩٥٣م، وتوجيهات الملك سعود في السياسة الخارجية، والزيارات المتبادلة بين كبار مسؤولي الدولتين (في سنة ١٩٥٣ وسنة ١٩٥٤م) والإتفاقيات والمعاهدات، بما فيها العسكرية، (في عامي ١٩٥٥ و ١٩٥٦م) والبعثات العسكرية الطلابية والتعليمية ومواقف الدعم المتبادل فيما يتعلق بالإعتداء الصهيوني على غزة والإحتلال البريطاني للبريمي، والموقف السعودي من تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦م.
أما الفصل الثالث، فقد تم تخصيصه لدراسة العلاقات - السعودية - المصرية في الفترة (١٩٥٧ - ١٩٦٢م) وهي مرحلة اتسمت بالبرود والتوتر في العلاقات بين الدولتين، حيث تناول الفصل أهم أسباب هذا التحول في العلاقات، وفي مقدمتها الدور الأمريكي، وبعد أيزنهادر، وأحداث الأردن وسوريا سنة ١٩٥٧م، وقيام الجمهورية العربية المتحدة، ومحاولة اغتيال عبد الناصر، والدعم المصري للمعارضة الداخلية في السعودية، وتوجيهات مصر إزاء الأنظمة الملكية العربية.
أما الفصل الرابع والأخير، فقد تم فيه تناول العلاقات السعودية - المصرية على خلفية الصراع الداخلي في اليمن (١٩٦٢ - ١٩٦٧م) إذ تطرق إلى قيام الثورة في اليمن سنة ١٩٦٢م، والمواجهة بين السعودية ومصر حتى سنة ١٩٦٤م، ومفاوضات الإسكندرية عام ١٩٦٤م كل هذه الأزمة، واتفاقية جدة عام ١٩٦٥م، والعمليات العسكرية في الفترة الأعوام (١٩٦٥ - ١٩٦٧م) ثم نهاية المواجهة بين الطرفين.
وأخيراً يشير المؤلف بأنه اعتمد في هذا الكتاب على مجموعة من المصادر كان أهمها الوثائق غير المنشورة المحفوظة في المركز الوطني لحفظ الوثائق وهي عبارة عن تقارير السفارات والمفوضات العراقية في كل مصر، والسعودية والأردن وسوريا وواشنطن، التي تكمن أهميتها في إعطائها تفاصيل كاملة عن الحدث، كما اعتمد على الوثائق العربية المنشورة والصادرة عن الدار العربية في بيروت، فضلاً عن الوثائق الأمريكية غير المنشورة الخاصة بالشرق الأوسط، وإلى غير ذلك من مراجع. إقرأ المزيد