تاريخ النشر: 28/07/2017
الناشر: طيبة الدمشقية للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يضم الكتاب نصوصاً لحوادث دمشق اليومية – خلال سنة أو تزيد قليلاً، من 17 كانون الأول 1908، حتى 29 كانون الأول 1909م، هذه الاحداث كان قد استخرجها د. الحافظ من الجريدة اليومية (المقتبس) التي أصدرها محمد كرد علي، وترأس تحريرها أخوه الأستاذ أحمد، والتي تصدر العدد الأول منها ...في 17 كانون الاول سنة 1908م.
وكان عمله في جمع هذه الحوادث من أعدادها التي تحتفظ بها مكتبة "مجمع اللغة العربية بدمشق"، عندما كان أميناً لها بدمشق، وبعد إطلاعه عليها وجد بأن ما فيها يمثل تاريخاً يومياً مفيداً في تاريخ دمشق.
هذا وكان د. الحافظ قد رجع إلى كتاب حوادث دمشق اليومية الذي كتبه احد بديري الحلاق المتوفي سنة 1175هـ، والذي كتبه بلغة عامية، وقد استفاد منه في كتاب علماء دمشق وأعيانها في القرن الثاني عشر الهجري.
وبالعودة، يذكر جامع هذه الحوادث بأنه وجد في المادة التي كتبها كرد علي تميزاً واضحاً في كثير من الأمور، فهو عالم واعٍ لمجريات الأمور، ويريد للأمة نهضتها وتعليمها وحريتها، كل ذلك بأسلوب أدبي سهل فصيح يفهمه القارئ العادي، كما أنه لم يفعل على محافظته على سلامة اللغة، إلا أنه كاتب ينقل المادة كما سمعها، وكما نُقِلتَ له، وبالمقارنة بين الفترتين: الفترة التي كان فيها البديري، والفترة التي كتب فيها كرد علي، سيلمح القارئ فرقاً كبيراً واضحاً، من حيث الأسلوب والمنهج واللغة، ويجد أيضاً التطور الكبير في الحياة الإجتماعية والإقتصادية والعلمية، وكذلك بالإمكان المقارنة بين عصر البديري وعصر كرد علي، والعصر الراهن، فيجد القارئ الفوارق والتطور أيضاً على جميع الأصعدة بدءاً من الحياة الإجتماعية والعلمية والسياسية.
هذا وقد قدم المؤلف مجموعة حوادث دمشق اليومية هذه، مع بعض التعليقات توضيحاً للنص، وذلك بهدف الإستفادة منها في تاريخ دمشق الحديث، مشيراً إلى أمر بغاية الأهمية؛ وهو أن هذه الفترة التي عاشتها الأمة الإسلامية وما قبلها بقليل وما بعدها، خاصة الفترة التي تدل فيها السلطان عبد الحميد الحكم، كانت قد شهدت تطورات وأحداث كثيرة، والكثير منها مؤلم، فقد كانت المؤامرات تحيط بالأمة وبالسلطان من كل جانب، والأعداء يتوغلون في الدولة ويعيشون فيها الفساد، بالإضافة إلى فرضهم إلى ما يريدون من خلال دعاياتهم الكاذبة، وإفتراءاتهم على السلطان؛ إلا أن السلطان، رغم كل ذلك، إستطاع المحافظة على وحدة الدولة والأمة مدة حكمه، كما استطاع تأخير إنهيار الخلافة مع كثرة المتآمرين والمؤنة والجاهلين لحقيقة جمعية الإتحاد والترقي وغاياتها وأسسها وعقائدها الضالة، التي طمحت من خلالها تمزيق الأمة وإذلالها؛ ولكن، وبعد فوات الأوان، أدرك المفكرون الصادقون في خوفهم على الأمة، والمخلصون لها، فضل السلطان عبد الحميد بعد تنحيه عن الحكم، وسيطرة الإتحاديين الذين مارسوا بطشهم بالأحرار الوطنيين وظلمهم لهم، وبان للناس حقيقتهم، وذاقوا الويلات من ظلم وظلمات الإتحاديين، وكان لدمشق وبلاد الشام والبلاد العربية النصيب الوافر من الظلم والعطش والتنكيل، والجوع، والأمراض، والفساد، ما لم تشهده البلاد فيما سبق، كما كان لدمشق نصيب وأمر من الظلم والإستبداد والمجاعة على يد جمال باشا، وقد كان من أركان الإتحاديين، وفي 27 إبريل / نيسان سنة 1909م تنازل السلطان عبد الحميد لأخيه محمد رشاد بعد إنقلاب الإتحاديين عليه، ومات في 10 فبراير / شباط سنة 1918.
وأخيراً لا بد من التعريف بجريدة المقتبس وبصاحبها ومدير تحريرها محمد بن عبد الرزاق كرد علي، وجريدة المقتبس كانت جريدة يومية سياسية إقتصادية إجتماعية، وقد صدر العدد الأول منها بدمشق في 17 كانون الأول من العام 1908، صاحبها محمد كرد علي، ومدير تحريرها أحمد كرد علي.
أما محمد بن عبد الرزاق كرد علي (1293- 1372هـ / 1876- 1953م) فقد كان رئيس المجمع العلمي العربي ومؤسسه، وصاحب جردة ومجلة المؤسس الدمشقيين، وصاحب المؤلفات والتحقيقات المفيدة الكثيرة، أحد كبار الكتاب، اصيل أسرته من أكراد السليمانية، ومولده ووفاته بدمشق، تعلم بالمدرسة الرشدية، وكان نابغاً في الأدب وفي حفظ الشعر، تولى تحرير جريدة الشام الأسبوعية اليومية، وتابع الكتابة في المجلات العربية، ورحل إلى مصر فأنشأ جريدة المقبس 1906م وعاد بعد الدستور العثماني إلى دمشق متابعاً إصدار مجلة المقتبس، ثم أضاف إلى أنها "جريدة يومية" ناوأت جمعية الإتحاد والترقي، واتهمه أحد ولاة الترك ففرّ إلى مصر ثم إلى أوروبة، ثم عاد وانقطع إلى المجمع العلمي العربي بعد أن أسسه سنة 1919م، وتولى رئاسته حتى وفاته، تولى وزارة المعارف مرتين، من مؤلفاته (خطط الشام) و(الإسلام والحضارة العربية)، و(غوطة دمشق) وغيرهما.
توفي بدمشق سنة 1953 أما أحمد بن عبد الرزاق كرد علي (1884- 1927) فهو أديب، كاتب وصحفي، ولد بدمشق، ودرس بمعهد الحكمة بيروت ثم في الإنجليزية، انتسب إلى الطب، وتركه ميله للكتابة والصحافة، ثم أعان أخاه محمد كرد علي في جريدة المقبس، ورأس تحريرها، توفي بدمشق سنة (1927م)، وللشاعر شفيق جبرى قصيدة في رثائه عنوانها (فوح العندليب). إقرأ المزيد