لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

غرفة التظهير ؛ حاشية على التصوير

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 55,038

غرفة التظهير ؛ حاشية على التصوير
5.60$
8.00$
%30
غرفة التظهير ؛ حاشية على التصوير
تاريخ النشر: 02/06/2017
الناشر: دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع
النوع: كتاب إلكتروني/epub (جميع الأنواع)
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)
نبذة الناشر:يعمل المجتمع على عقلنة الصورة، وعلى تهدئة الجنون الذي يهدد، باستمرار، بالانفجار في وجه من ينظر إليها. ولذا، ثمة وسيلتان تحت تصرفه.
تقضي الأولى بجعل التصوير فناً. وما كان ذلك كذلك إلا لأنه لا يوجد فن مجنون. ومن هنا، يأتي إصرار المصور على منافسة الفنان، وذلك بالخضوع إلى بلاغة اللوحة، وإلى ...طريقتها الرفيعة في العرض. ويمكن للتصوير أن يكون بالفعل فناً. وذلك عندما لا يكون فيه أي جنون، وعندما يُنسى لبُّه، وفي النتيجة عندما لا يؤثر جوهره علي.
وأما الوسيلة الأخرى لعقلنة الصورة، فتكمن في تعميمها، وفي تجميعها، و جعلها مألوفة إلى درجة لا يقوم أمامها أي صورة تستطيع إزاءها أن تتميز، وأن تؤكد خصوصيتها، وفضيحتها، وجنونها. وهذا ما يجري في مجتمعنا حيث الصورة تسحق بطغيانها كل الصور الأخرى. فلا للنقوش، ولا للرسوم التصويرية، إلا ما كان خضوعاً مفتوناً (وفاتناً) بالنموذج التصويري. ولقد قال لي شخص أمام زبائن إحدى المقاهي: «انظر إلى كآبتهم. إن الصور في أيامنا هذه، أكثر حياة من الناس». وربما تكون من إحدى علامات عالمنا هذا الانقلاب. فنحن نعيش تبعاً لانقلاب معمم.
هذا هو التحوّل الكبير. ويطرح مثل هذا الانقلاب القضية التقنية: ليس لأن الصورة غير أخلاقية، وغير دينية أو شيطانية (كما قال ذلك بعضهم عندما اختُرع التصوير)، ولكن لأنها معممة، فإنها تلغي واقعية العالم الإنساني للصراعات والرغبات تماماً، تحت غطاء إبرازها. ولذا، فإن ما يحدد سمة المجتمعات التي يقال إنها متقدمة، هو أن هذه المجتمعات تستهلك اليوم صوراً، ولا تستهلك عقائدَ كما كانت المجتمعات في السابق. إنها، إذن، مجتمعات أكثر ليبرالية، وأقل تعصباً، ولكنها أيضاً مجتمعات أكثر «زيفاً» (وأقل «أصالة») - وهذا شيء نترجمه في الوعي الجاري بالاعتراف بما يتركه الملك الغثياني من انطباع، كما لو أن الصورة حين تصبح كونية، تنتج عالماً بلا فوارق (غير مبالٍ)، وحينئذ فإنه لا يمكن إلا أن ينبثق هنا وهناك صراخ الفوضوية، والتهميش، والفردانية قائلاً ألغوا الصور، أنقذوا الصورة المباشرة (لا للوساطة).

إقرأ المزيد
غرفة التظهير ؛ حاشية على التصوير
غرفة التظهير ؛ حاشية على التصوير
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 55,038

تاريخ النشر: 02/06/2017
الناشر: دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع
النوع: كتاب إلكتروني/epub (جميع الأنواع)
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)
نبذة الناشر:يعمل المجتمع على عقلنة الصورة، وعلى تهدئة الجنون الذي يهدد، باستمرار، بالانفجار في وجه من ينظر إليها. ولذا، ثمة وسيلتان تحت تصرفه.
تقضي الأولى بجعل التصوير فناً. وما كان ذلك كذلك إلا لأنه لا يوجد فن مجنون. ومن هنا، يأتي إصرار المصور على منافسة الفنان، وذلك بالخضوع إلى بلاغة اللوحة، وإلى ...طريقتها الرفيعة في العرض. ويمكن للتصوير أن يكون بالفعل فناً. وذلك عندما لا يكون فيه أي جنون، وعندما يُنسى لبُّه، وفي النتيجة عندما لا يؤثر جوهره علي.
وأما الوسيلة الأخرى لعقلنة الصورة، فتكمن في تعميمها، وفي تجميعها، و جعلها مألوفة إلى درجة لا يقوم أمامها أي صورة تستطيع إزاءها أن تتميز، وأن تؤكد خصوصيتها، وفضيحتها، وجنونها. وهذا ما يجري في مجتمعنا حيث الصورة تسحق بطغيانها كل الصور الأخرى. فلا للنقوش، ولا للرسوم التصويرية، إلا ما كان خضوعاً مفتوناً (وفاتناً) بالنموذج التصويري. ولقد قال لي شخص أمام زبائن إحدى المقاهي: «انظر إلى كآبتهم. إن الصور في أيامنا هذه، أكثر حياة من الناس». وربما تكون من إحدى علامات عالمنا هذا الانقلاب. فنحن نعيش تبعاً لانقلاب معمم.
هذا هو التحوّل الكبير. ويطرح مثل هذا الانقلاب القضية التقنية: ليس لأن الصورة غير أخلاقية، وغير دينية أو شيطانية (كما قال ذلك بعضهم عندما اختُرع التصوير)، ولكن لأنها معممة، فإنها تلغي واقعية العالم الإنساني للصراعات والرغبات تماماً، تحت غطاء إبرازها. ولذا، فإن ما يحدد سمة المجتمعات التي يقال إنها متقدمة، هو أن هذه المجتمعات تستهلك اليوم صوراً، ولا تستهلك عقائدَ كما كانت المجتمعات في السابق. إنها، إذن، مجتمعات أكثر ليبرالية، وأقل تعصباً، ولكنها أيضاً مجتمعات أكثر «زيفاً» (وأقل «أصالة») - وهذا شيء نترجمه في الوعي الجاري بالاعتراف بما يتركه الملك الغثياني من انطباع، كما لو أن الصورة حين تصبح كونية، تنتج عالماً بلا فوارق (غير مبالٍ)، وحينئذ فإنه لا يمكن إلا أن ينبثق هنا وهناك صراخ الفوضوية، والتهميش، والفردانية قائلاً ألغوا الصور، أنقذوا الصورة المباشرة (لا للوساطة).

إقرأ المزيد
5.60$
8.00$
%30
غرفة التظهير ؛ حاشية على التصوير

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

ترجمة: منذر العياشي
لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين