فلسفة الدين ؛ دراسة في فكر بول تيليش
(0)    
المرتبة: 42,410
تاريخ النشر: 10/05/2017
الناشر: معهد المعارف الحكمية
نبذة الناشر:هل يمثل الدين حاجةً إنسانيةً راهنةً تستجيب لمتطلبات التغيرات والتطورات التي حدثت وما زالت تحدث؟...
هل التساؤل ينبثق من إشكالية كانت تستفز العقل الغربي وتدفعه للبحث عن أجوبة تبدو كأنها خارج نسق مشروع الحداثة الغربي الذي بدأ بالتشديد على مركزية العقل وتشييد كليات عقلانية كالهيغلية والماركسية على سبيل المثال لا الحصر، ...وانتهى بتشظي هذه المركزيات وهدمها، وهذه الإشكالية تتمثل بعلامات اتصفت بها الثقافة الغربية مطلع القرن العشرين وكانت حاضرةً في مجمل المشهد الفلسفي.
وقد شهد مطلع القرن العشرين أحداثاً سياسيةً طرحت تساؤلات جديةً حول العقل وجدوى اعتماده في بناء الحضارة الجديدة، ويُعدّ الربع الأول من القرن العشرين نقطةً مفصليةً من الناحية الفلسفية لأنه مثّل إنتهاء مرحلة وبداية أخرى؛ إنتهاء مرحلة التصورات الحتمية وبناء الفلسفات الكلية شديدة الإتساق العقلي فضلاً عن وصول الوضعية المنطقية إلى ذروتها، وبداية عصر جديد يتمثل ببروز العقلانية النقدية والتصورات الإحتمالية لمظاهر الوجود، وهذا التيار الفلسفي يعد إنعكاساً لما تحقق في مجال العلم، وقد صاحب ذلك سؤالٌ طرح من جديد عن حدود السياسي بالديني إستجابةً للأزمتَين السياسة والإقتصادية والمتغيرات التي حدثت في مجال العلم والفلسفة، فكانت أعمال كيركجارد ووليم جيمس وغيرها من الأعمال الفلسفية المهمة التي عملت على إيجاد توازن بين الديني والسياسي.
هذا كله كان حاضراً في الهدف العام لمشروع بول تيليتش، وهو إعادة النظر في اللاهوت التقليدي الذي لم يعد يتجاوب مع هموم الإنسان المعاصر وحياته وإعادة بنائه من جديد، بطرح رؤية جديدة في فلسفة الدين عن طريق محاولة فهم الظاهرة الدينية.
لذا كانت فلسفة الدين عند تيليتش توجه الروح نحو اللامشروط والتعلق به في إطار المعنى، وهذا اللامشروط هو الهم الأقصى، والهم الأقصى هو ذاك التوجه الكلي من الفرد أو الجماعة نحو همٍ يُجرب ويعانى على أنه غاية قصوى. إقرأ المزيد