زياد ابن أبيه ؛ والي وعامل معاوية على العراق
(0)    
المرتبة: 29,797
تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: دار الوراق للنشر
نبذة الناشر:إن إعجاب هنري لامنس بشخصية زياد ابن أبيه راجع إلى عدة أسباب، ومنها غموض أصله ونسبه، ومنها استلحاق معاوية له لأسرته وإتخاذه أخاً له، ومنها إختلاف المؤرخين حول تقييم عمله وعدم إدراكهم لنظام الحكم الذي أسسه وإقامة إمبراطورية، وإن كان معاوية أسهم في التخطيط لها، فإن زياداً بعد المغيرة، يعتبر ...أول من وضع التصور العام لإنشاء حضارة إسلامية في هذه المنطقة الخطيرة، بلاد الرافدين، سيظهر أثرها في المستقبل وإشعاعها، لقرون إلى يومنا هذا، الذي تتفكك فيه هذه الحضارة أمام أعيننا الآن.
ولذلك وجب أن نعرف كيف أسّس هذه الحضارة، ولماذا هي معرضة الآن للزوال.
الأشكال بالنسبة إلى مؤرخ مثل هنري لامنس وبالنسبة إلينا الآن وهنا هو كيف استطاع هذا الرجل لفترة وجيزة، وفي غمرة أحداث الفتنة الكبرى، وتطاحن أهل الإسلام وتفرقهم وإختلافهم حول الدين، وحول نظام الحكم أن يبني تصوراً فريداً لإنشاء الدولة التي قامت على وجودها دول سائر الإمبراطورية العربية شرقاً وغرباً، وهي دول في طريقها الآن إلى الزوال لأن تصورها لم يكن متماسكاً ولم يعد قابلاً للوجود وللحياة بعد أربعة عشر قرناً كاملة، وما لم نفهم عقلية زياد المؤسس الرسمي لهذه الحضارة يستحيل علينا أن نحمي أبناءنا من الإجتثاث المحتوم.
ذلك أن هذا الرجل كما تقدمه لنا المراجع الموثقة كما يستشهد بها هذا المؤرخ، وهي مراجع كثيرة ومتنوعة، وبلغات عديدة، ظهر للمؤرخين من جنسيات متعددة أنه غريب الأطوار.
وفي فلسفة التاريخ، نحن نراجع مع نيتشه، المؤرخين مثل تيوسديد، وسالوست وماكيافيل، فنعرف ضروب التخطيط عند مؤسسي الدول، وهادميها، ولكننا لم نستطع حتى الآن أن نتكهن بعمق أسلوب هذا الرجل وخطره في التاريخ مما أظهره في خطبه وتخطيطاته. إقرأ المزيد