ألف راهب وراهب وقصتهم مع الامام علي بن أبي طالب
(0)    
المرتبة: 32,357
تاريخ النشر: 18/04/2017
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:كان الإمام علي رضي الله عنه أول من أسلم من الصبيان، ويقال هو من أسلم مطلقاً، وأول من هاجر بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وأول من صلى من المسلمين. وهو أول من يجثو للخصومة بين يدي الله تعال، وأول هاشمي ولدته هاشمية، و هو أول خليفة ...من بني هاشم، وأجمعوا على أنه شهر المشاهد كلها إلا تبوك. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على المدينة، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار قليلاً، تبعه علي كرّم الله وجهه وقال: تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى إلا أنه نبيّ بعدي". وكان لداء النبي صلى الله عليه وسلم معه في أكثر حروبه، وإذا لم يفزُ بنفسه أعطاه سلاحه، وكان له الأجر العظيم في كل مشهد حتى لا يعلم لأحد من الصحابة في الشجاعة ومبالاة الحروب ماله. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر "لأعطين الراية – أو ليأخذن الراية – غداً رجل يحب الله ورسوله – أو كان يحب الله ورسوله – يفتح الله عليه فكان هو المعطى، وفتحت على يديه.
وقد تنقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه يومئذٍ لرمد شديد كان به، فلم يرقد بعدها. وأخبر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام أحاديث كثيرة في مناقب الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه فقال: " من آذى عليّاً فقد آذاني" رد قال: "من أبغض علياً فقد أبغضني وقال: " من سبّ علياً فقد سبني" رد قال: "من أحب علياً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله. وقال: "من أطاع علياً فقد أطاعني". وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه اثنين اثنين، وترك علياً لنفسه وقال له: "أنت أخي في الدنيا والآخرة: "والإمام عليّ هو أحد العشرة النخباء، والسنة أصل الشورى، والمشار إليهم الفتيان، وأحد الأئمة الخلفاء الراشدين. والأئمة الهادين، والشجعان المشهورين، والزهّاد المذكورين، والسابقين الأولين، واختصّ بغسل النبي صلى الله عليه وسلم وتكفينه وإدخاله القبر: وتعداد فضائله ومناقبه ومكاتبته في العلم والفهم، والاستقامة والشهامة والفراسة الصادقة في الكرامات الخارقة، وشدته في نصر الإسلام ورسوخ قدمه في الإيمان، وسخائه وصدقته مع ضيق الحال، وشغفته على المسلمين، وزهده وتواضعه، وتفاصيل ذلك باب واسع يحتمل مجلدات، وقد صنّف الحافظ الذهبي وغيره تصانيف نفسية.
وقد روي أن ضراراً الصدّيّ ألجأته ضرورة الحال آخراً فقال له معاوية: صف لي علياً: فقال: اعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتصفه. فقال ضرار: كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، ينفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش في الدنيا وزهرتها، ويأنس الله ووحشته، وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه... يعظم أصل الدين، ويقرّب المساكين... وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرضى الليل سدوله، وغارت النجوم، قابضاً على لحيته يتحلل تحلحل السلم، وريبكي بكاء الحزين ويقول: يا دينا عُزتي غيري، إلي تعرضت، أن إليّ تشوقت، هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثاً لارجعة لي فيها، فعمرك قصير، وخطرك قليل، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق. فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه باضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها في هجرها [...].
وجاء في تفسير الرازي: من أراد أن يرى آدم في علمه، ونوحاً في طاعته، وإبراهيم في خلّته، وموسى في هيبته، وعسى في صفوته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب بن أبي طالب. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يدور حول قصة الإمام علي كرّم الله وجهه مع الألف راهب وراهب، الذين أقبلوا من الشام على الخليفة أبو بكر الصديق.. ويعتبر هذا الكتاب أحد الفنون الأدبية النادرة، وفيه الجواب الشاق لهؤلاء الذين استفاضوا في طرح أسئلة على أبي بكر الصديق بادئ الأمر، وبعد سماعه لها قال: أبو بكر رضي الله عنه في مثل هذا وأمثاله يحتاج إلى حضور الإمام علي رضي الله عنه، فإن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا مدينة العلم وعليُّ بابا". وصدق أو بكر الصديق رضي الله عنه، حيث كان للإمام علي رضي الله عنه في إجاباته: الشافي والمقنع، والحجة الدافعة، وأكدت على ذكائه الحاد، وعلمه الغزير. وقد وجد المحقق الأصول الخطية لهذا الكتاب في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق. وليس لها سوى مخطوطة واحدة. ونظراً لأهمية هذا المخطوط، عهد إلى الإعتناء به، وجاء العمل كما يلي: ضبط المتن بالشكل، وتخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، شرح الكلمات الغربية، التعريف بأسماء الأعلام الواردة في المتن، أغناء الكتاب بمقدمة تم تحقيقها لسيرة الإمام علي كرم الله وجهه إقرأ المزيد