معجم الألفاظ السياسية في صدر الإسلام - مقاربة دلالية
تاريخ النشر: 05/01/2017
الناشر: دار كنوز المعرفة العلمية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إن اختيارنا البحث في موضوع المصطلح السياسي في وثائق العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين، هو قبل كل شيء نتيجة طبيعية لمشروع تأصيلي يخص مفهوم المصطلح السياسي لهذه الحقبة في أصوله الثقافية العربية أو الثقافة المحيطة بها تأثيراً وتأثراً، ويرصد تطوراته الدلالية منذ نشأته مقارنة بما هو عليه الآن في عصرنا ...الحديث.
وقد كان رهاننا في ذلك إبراز القيمة المعرفية والثقافية التي ينطوي عليها المصطلح السياسي في هذا العهد، لإرتباطه بأحداث تاريخية دقيقة ووقائع قد تحدث بعض اللبس في فهم وإدراك معناه.
لقد نحونا في هذا البحث منحى لسانياً تطبيقياً وذلك يجعلنا الوثائق الرسمية الكاشفة للنظم السياسية والتاريخية في هذا العهد ميداناً للدراسة، وقد ساعدنا هذا في بلورة شبكة دلالية من الألفاظ السياسية تنتمي لحقول دلالية متعددة منها الأصيل والدخيل والمعرب والمولد، ومنها المستعمل والمهمل.
وإنطلاقاً من المنهجية الدلالية القائمة على الجمع والوصف والتصنيف والتحليل، قادنا البحث إلى تشييد مجموعة من الحقول الدلالية، بعضها له صلة بالكيانات والجماعات السياسية والآخر بالمناصب والألقات السياسية والثالث بالأعمال والأنظمة السياسية.
والتحليل في هذا الإطار يتوخى كشف ورصد الإختلافات الدلالية التي ينتجها المصطلح؛ حيث إيجاد المعنى فيه رهين بوجود هذه الإختلافات والتقابلات مع مصطلحات أخرى تنتمي لحقل مغاير.
كما أن دلالة المصطلح تتحقق في إطار الحقل الدلالي المنتسب إليه، هكذا تصير مقاربتنا الدلالية كشفاً للشكل الذي يُبنى عليه المصطلح السياسي، على أن هوية هذا المصطلح ليست ثابتة، بل متحولة تمليها التحولات التاريخية والإجتماعية والسياسية والثقافية، وتعطي للمصطلح الواحد إمكانات دلالية متعددة، وتسمه بالإختلاف الدلالي، وهو ينتقل في الزمان، أو وهو يهاجر في المكان حتى وإن ظل يحافظ على الدلالة الأصلية التي يحملها منذ زمان تشكله الأول.
إنها هوية تتطلع، في النهاية، للوصول إلى إدراك مفهومي للرؤية الخاصة بالجماعة اللسانية أو الثقافية التي تستعمل هذا المصطلح، بما هو أداة ليس للكلام والتعبير فحسب، بل بوصفه أداة لفهم وتفسير العالم الذي يحيط بها.
لقد سعينا في هذا العمل إلى تقديم بعض الإضاءات، لمعالجة إشكال المصطلح السياسي وهي في إعتقادنا، لا يمكن أن تكون إلا جزئية، وقد كان طموحنا في هذا البحث، محاولة الإمساك بجوهر هذا المصطلح معجمياً وسياسياً وتاريخياً وإبراز مسالك التأصيل فيه وحركيته الدلالية وفي تأسيس ممارسة لسانية عربية علمية يمكن عدّها مدخلاً أولياً لعلم اللغة التطبيقي وعلم اللغة السياسي، تستشرف بناء معجم تاريخي وسياسي إنطلاقاً من وعي معرفي دقيق وهادف. إقرأ المزيد