زاد المعاد من هدي خير العباد للإمام ابن قيم الجوزية
(0)    
المرتبة: 165,241
تاريخ النشر: 12/10/2016
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لقد دعا علماء هذه الأمة - على توالي الأيام - إلى التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وإلتزام سنته ومنهجه، فذلك هو الطابع الذي يؤكد الإنتماء إلى هذه الأمة ويتيح الإنضواء تحت لواء رسولها، وبذلك تكون السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، ولا يكون هذا إلا بعد معرفة ...واسعة بسيرته صلى الله عليه وسلم وهديه.
ومن هذا المنطلق، كانت دعوة الإمام ابن قيم الجوزية، التي طلب فيها من كل مسلم أن يسعى إلى هذه المعرفة التي تتحول إلى تطبيق عملي، فيجعل النبي صلى الله عليه وسلم أمامه ومعلمه وأستاذه، وشيخه وقدوته - كما جعل الله تعالى نبيّاً وهادياً إليه - فيطالع سيرته ومبادئ أمره وكيفية نزول الوحي عليه، وعبادته ومعاشرته لأهله وأصحابه، حتى يصير كأنه معه من بعض أصحابه.
هكذا أراد الإمام ابن قيم الجوزية أن يكون كل مسلم على هدي من سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم بحيث يصير معه كأنه أحد أصحابه، وفي سبيل تقريب هذه الغاية، وتحقيق الوصول إلى هذا المطلب، وضع ابن القيّم كتابه هذا: "زاد المعاد في هدي خير العباد" ليكون الصلة المباشرة التي تربط المسلم بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، فيكون أمام أقواله وأفعاله وتصرفاته في شؤون الحياة المتعددة إبتداءً من العبادات وإنتهاءً بالآداب ومروراً بأحداث الدعوة والجهاد، وقد أراد أن يجعل من كتابه هذا معلمة في هذا الشأن، بحيث يكون المرجع في هديه صلى الله عليه وسلم في كل شؤون الحياة، فيتناول فيه هديه صلى الله عليه وسلم في شؤونه العامة والخاصة، وتحدث عن سيرته في دعوته وجهاده، كما تحدث عن شمائله وأخلاقه، وتناول بالبيان عباداته وأذكاره، كما أفاض في الحديث عن قضائه صلى الله عليه وسلم وفتاويه وأحكامه التي كانت علاجاً لمشكلات الناس ووقائعهم اليومية في كل شؤون الحياة.
وهكذا جاء الكتاب ملمَّاً بأطراف سيرته صلى الله عليه وسلم جامعاً كل ما يحتاجه الفرد المسلم من المعرفة، التي تساعده على العمل، ليكون محلاًّ لما أراده ابن القيم من معنى الصحبة.
على أن هذا الكتاب على عظيم مكانته وعلى الرغم من إنتشاره الوسع؛ ظلت الفائدة المتوخاة منه قاصرة على طلبة العلم الذين تعودوا الصبر على البحث؛ ولعل السبب الرئيسي في ذلك، هو ما ذكره العلاّمة أبو الحسن الندوي عند حديثه عن هذا الكتاب، حيث قال: "ويحتوي على مواضيع مختلفة من السيرة والسنّة، والفقه، وعلم الكلام، والتزكية، والإحسان"... مضيفاً "ومما ينتقد في هذا الكتاب: هو أنه خليط للعلوم الإسلامية كلها، من السيرة والحديث والفقه والتاريخ والكلام والنحو، فإن أفوزَ من هذا الكتاب كل موضوع على حدة، تسنت الإستفادة"، وهو كلام أخذ بعين الإعتبار في طبعته هذه.
وقد تألف من خمسة أجزاء، جاءت هذه الموضوعات التي أشار إليها العلاّمة الندوي، في الأجزاء الثلاثة الأولى مختلطاً بعضها ببعض، واستقل الجزء الرابع بالحديث عن الطب النبوي، مع فصول فيه تتعلق بالآداب واستقل الجزء الخامس بالحديث عن الأقضية والأحكام، كما تم الإعتناء به من خلال عملية تحقيق شملت ما يلي: "إحصاء المقاصد التي قصد المؤلف إلى الحديث عنها، والتي انحصرت في سبعة مقاصد إضافة إلى المقدمة: فقه العبادات، والغزوان والسرايا والبعوث، والشمائل النبوية الشريفة والجهاد وأحكامه وفضائله / والآداب والفضائل، والطب النبوي، والأقضية والأحكام النبوية، وعليه، تم تقسيم الكتاب إلى سبعة أبواب شملت تلك المقاصد السبعة، 2-إعادة ترتيب فقرات الموضوع وتنسيقها، بحيث يشكل عرض الموضوع الصورة الذهنية المتكاملة والمترابطة، 3-التغلب على مشكلة القواطع التي تحول دون تسلسل الموضوع ومتابعته وذلك من خلال إفراد المناقشة الفقهية وتحرير المسائل بفصول خاصة ووضعها تحت عناوين بين موضوعها، مع الإشارة إلى ذلك في سياق الموضوع الأصل، وبهذا يتمكن من أحب النظر في مسألة ما، الرجوع إليها من فصلها المخصص لها.
وأما الإستطرادات فتمت معالجتها بنقلها إلى الحاشية، 4-نقل بعض الفقرات من موضوع إلى آخر، بسبب الإرتباط الموضوعي، مثال على ذلك تم نقل ما يرتبط بفضائل الحج من حيث الزمان والمكان إلى باب الحج، كما تم نقل ما يتعلق برمضان إلى باب الصيام...
وهكذا، وخلاصة القول إن عشرات الفصول التي جاءت في هذا الكتاب انضوت تحت أحد عشر باباً حيث تم ضم النظير إلى نظيره، وأخيراً فهذا كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد" هو في طبعته هذه يضعه المحقق بين يدي الباحث والدارس وقارئ القرآن الكريم، جديداً في إخراجه، أميناً على النص، محافظاً على الهدف، محققاً للقصد، وذلك بهدف أن يكون ميسراً للوقوف على الهدي النبوي وإتباعه. إقرأ المزيد