تهذيب الأخلاق وتطهير الاعراق
(0)    
المرتبة: 65,658
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار صادر للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ابن مسكويه، مصنف هذا الكتاب وهو أحمد بن محمد بن يعقوب الخازن الرازي، الملقب بـ "ابن مسكويه" ولكن الأشهر "مسكويه"، وكنيته "أبو علي"، ولد بالري سنة (٣٢٥هـ)، ونشأ ابن مسكويه، منهوك الهمة في طلب الكيمياء، وحريصاً على إصابتها، مفتوناً بكتب أبي زكريا وجابر بن حيان، سالكاً وراء الشهوات، طائعاً ...لسلطان هواه، ثم تنقلت به أقوال جليلة، في خدمة بني بويه، والإختصاص ببهاء الدولة، وعَظُم، وعَظُم شأنه، وارتفع مقداره، فترفع عن خدمة الصاحب، ولم يرَ نفسه دونه، ولم يَخْدُ من نوائب الدهر، حتى قال ما هو متنازع بينه وبين نفر من الفضلاء: "من عذيري من حادثات الزمان... وحفاء الإخوان والخلانِ".. وقيل فيه: "وكان ابن مسكويه مجوسياً وأسلم، وكان عارفاً بعلوم الأوائل معرفة جيدة متخذاً من التشيع مذهباً، وهذا ما ظهر في المقالة الرابعة من نعته لعلي بالإمام، وفي المقالة السابعة بنعته بأمير المؤمنين" في هذا الكتاب؛ أي أنه استخدم مصطلحات شيعية لذلك قالوا في بتشيعه.
هنا يشير المحقق بأنه لم يحصل على عبارات صريحة تدلّ على ذلك، مضيفاً بأن هذا الكتاب "تهذيب الأخلاق"، بنسق ما قيل؛ ولا سيما أنه جعل من الأخلاق الحميدة هي التي تطهر الأعراق لا غير.
أما استخدامه المصطلحات الشيعية؛ فقد كان في وسط شيعي من جهة، ومن جهة ثانية فإن أهل السنة تقرّ هذه المصطلحات بذاتها؛ لأنه من المصطلحات السياسية.
وقد كان له مكانة علمية؛ إذ أنه صُنف في عداد فلاسفة الإسلام وقال أبو حيان في كتاب الوزيرين: فإن ابن العميد اتخذه خازناً لكتبه، وأراد أيضاً، وأرادوا أيضاً أن يقدح ابنه به، ولم يكن من الصنائع المقصودة، والمهمات اللازمة، وكان يحتمل ذلك لبعض الغرازة بظله، والتظاهر بجاهه.
حكى عنه ابن حيان في كتاب الاجتماع: "وقد ذكر طائفة من متكلمي زمانه، ثم قال: وأما مسكويه فقير بين أغنياء، وغنيٌّ بين أنبياء، لأنه شاذ (أي عدم تلقيه العلم عن شيوخ من معروفين لأن كتب التراجم لم تذكر ذلك له؛ وإنما أعطيته في هذه الأيام صفرَ الشرح لاسياغوجي وقاضيفو دباس)".
توفي ابن مسكويه في تاسع صفر سنة ٤٢١هـ، ودفن في منطقة "ماجو" بأصبهان، تاركاً مؤلفات بلغت ٣٦ بين كتاب ورسالة، من بينها كتابه "تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق" الذي يعتبر من أشهر كتبه تداولاً بين الناس، ألفه قبل كتابه "جاويدان خرو" أي الحكمة الخالدة.
ويتكون الكتاب من شقين: الأول: بيّن فيه المصنف كيفية تهذيب الأخلاق ومستلزمات صناعتها، الثاني: كيفية المحافظة على هذه الأخلاق إذا ما هُذِّيت ولا يتم ذلك إلا لأهل العقل والحكمة، ولذا نراه يستشهد كثيراً بآراء آرسطو، وكأن كتابه موجه إلى الفلاسفة أكثر منه إلى عامة الناس.
كما وأن هذا الكتاب سطر فيه مؤلفه أسس فلسفة الأخلاق الذي يوصل إلى أرفع حياة فكرية وسلوكية يتمناها العاقل، مما جعل لهذا الكتاب قيمة تربوية مالية، قال ابن مسكويه في مقدمة كتابه عن غرضه من تأليفه: "غرضنا في هذا الكتاب بأن تحصل لأنفسنا خُلُقاً تصدر به عنّا كلها جميلة"، وتكون مع ذلك سهلة علينا لا كلفة فيها ولا مشقة، ويكون ذلك بصناعة وعلى ترتيب علمي.
والطريق في ذلك أن تعرف أولاً نفوسنا ماهي؟ وأي شيء وهي؟، ولأي شيء أوجدت فينا - أعني كمالها وغايتها، وما قُواها وملكاتها التي إذا استعملناها على ما ينبغي بلغنا بها هذه الرتبة العلية؟ وما الأشياء العالقة لنا عنها وما الذي يزكيها فتفلح، ما الذي يرسيها فتخيب؟ فإنه عزّ من قائل يقول: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾... [سورة الشمس: الآية ٧ - ١٠].
ولما كان لكل صناعة مبادئ عليها تبتني وبها تحصل، وكانت تلك المبادئ مأخوذة من صناعة أخرى، وليس في شيء من هذه الصناعات أن تبين مبادئ أنفسها، كان لنا عذر واضح في مبادئ هذه الصناعة، على طريق الإجمال والإشارة بالقول الوجيز، وإن لم يكن مما قصدنا له، وإتباعها بعد ذلك مما توخناه من إصابة الحُلق الشريف الذي يشرف ذاتياً حقيقاً، لا عن طريق العرض الذي لا إثبات له ولا حقيقة، أعني المكتسب بالمال والمكاثرة، أو السلطان والمغالبة، أو الإصطلاح والمواضعة، فتقول وبالله التوفيق قولاً نبين به أن فينا شيء ليس بجسم، ولا بجزء من جسم، وعرض، ولا محتاج في وجوده إلى قوة جسيمة؛ بل هو جوهر بسيط غير محسوس بشيء من الحواس، ثم نبين ما مقصودنا الذي منه خُلقنا وندبنا [...].
هذا ويصدر الكتاب بطبعته هذه محققاً، حيث عمل المحقق على: ١- ضبط النص ضبطاً محكماً، ٢- مقابلة النص على نصوص متعددة بغاية تحقيق المعنى، ٣- تخريج الآيات في المصحف الشريف، ٤- تخريج الأحاديث النبوية، ٥- تخريج النصوص التي استشهد بها الكاتب في كتاب الأخلاق لأرسطو وهي كثيرة، ٦- شرح العبارات والكلمات الصعبة، ٧- تقديم ترجمة للأعلام المذكورة في النص.نبذة الناشر:هذا الكتاب من الكتب المهمة في علم الأخلاق، وهو لعلم من أعلام الفلسفة والأخلاق والنقد، وهب نفسه للعلم والمعرفة، وسخّر نفسه للدفاع عن الأخلاق الأصيلة، جدير بأن يدرس ويحلل، وتسلط عليه الضوء لإبراز معالم شخصيته العلمية. كما أن هذا الكتاب يمثل قمّة الإبداع الأخلاقي في الأساليب العربية، وقد سجّل مسكويه فيه أدق النطريات إقرأ المزيد