تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: دار الحداثة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يقول المؤلف في مقدمة هذا الكتاب : أن ركون التصور التقليدي إلى الفكرة المتمثلة بتحديد شخص القائم بأنه الإمام المهدي بن الحسن عليه السلام وليس شخصاً مرسلاً منه ، والتسليم بما دون تحقيق ، حتم مساراً بحثياً للتصور التقليدي محوره ، بل لحمته وسواه البحث في العلامات الدالة على ...عصر الظهور ، ومجريات هذا العصر ووقائعه ، وملاحظة المساحة الجغرافية لحركة الظهور ، وطبيعة الأدوار التي تلعبها الأقوام المختلفة على هذه المساحة ، فهو بحث يتماهى تماماً من منهجية البحث التاريخي ذي الطبيعة النظرية الباردة البعيدة كل البعد عن تلمس وظيفة وتكليف الفرد في العصر المذكور ، بل هو بحث يغلب عليه عادة طابع جمع الروايات التي تتحدث عن علامة معينة أو حادثة محددة ، ليتخذ البحث بالنتيجة صورة جمع وتبويب للروايات لا أكثر [ ... ] ويتابع قائلاً بأن هذه الطبيعة الفكرية التي ميّزت التصوّر التقليدي ألزمته باتباع منهجية في التعامل مع النصوص الروائية تقف دائماً عند حد تلمس المضمون العام والإجمالي للروايات ، والإبتعاد كلياً من الغوص في تفاصيلها ، وحقائقها ودقائقها ، الأمر الذي ترتبت عليه آثار أضرّت الحقيقة كثيراً ، وأبعدت الوعي العام عن بلوغها : فالتركيز على الدلالات السطحية والعامة للروايات يغيّب دلالاتها الحقيقة العميقة .. فتجميع الروايات لا يتم ببراءة ، ودون تصور مسبق ، يُظن ، وإنما هو ينطلق عادة - شعر بذلك أصحابه أم لم يشعروا - من تصوّر فحواه أن الدلالة العامة أو الإجمالية هي كل الدلالة . وعليه فإن التركيز على الدلالات العمومية للنصوص الروائية ، وغض النظر عن مضامينها التفصيلية ترتب عليه إخفاق هذا التصور في الظفر بسرّ عصر الظهور ، وجهله الواضح بحقيقة ظهور القائم بوصفه لحظة مفصلية إستراتيجية في مسار الدعوة الإلهية في الأرض . وهي بالتالي لحظة يترتب عليها اختيار الناس وغربلتهم وتمحيصهم . وسيتضح في ثنايا هذا البحث أن ثمة دعوة يباشرها الجاني وأن من ينضوي تحت رايتها هو وحده الفائز والمهتدي ، ومن يعاندها سيجد نفسه خارجاً عن ولاية آل محمد عليهم السلام وبالتالي خارج عن رحمة الله تعالى . وعليه يبيّن المؤلف بأن هذه النتائج الخطيرة على مستوى العقيدة يمكن الظفر بها من خلال التصور الذي تقدمه الدعوة المباركة التي تقوم على أساس أن السيد أحمد الحسن هو وحيّ ورسول الإمام المهدي واليماني الموعود والتي تنطلق من فكرة أن القائم الذي يطهر الأرض هو شخص يرسله الإمام المهدي عليه السلام ، تمثل سر الظهور الذي خفي عن كل من كتب في قضية الإمام المهدي ، حتى أظهره صاحبه عليه السلام . من هذا المنطلق سيتخذ هذا البحث منهجاً يهتم ببيان هذه الحقيقة والتدليل عليها ، وإزاحة الشبهات التي اعترضها المبطلون . وهو في جوهره بيان لحقيقة الرسول المذكور أو القائم الذي يرسله الإمام المهدي وسيتم هذا البيان أولاً من خلال بيان الشبهات في هذا الأمر ، ولا سيما شبهة امتناع الدعوة بدلالة توقيع السّمري على ما زعموه ، والتقديم بإثبات حقيقة وجود مهديين يحكمون في دولة العدل الإلهي ، ثم الدخول في صلب موضوع البحث . إقرأ المزيد