تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار الفراشة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن الغموض الجمالي في عنوان رواية (تجريد) للكاتبة هديل الحساوي، يربك أفق إنتظار القارئ للنص، ويستحثُّه على الوقوف مليَّاً عند أبعاده التركيبية والأسلوبية من أجل سبر معاني العنوان الدفينة، وإذا ما توغلنا أكثر في المتن السردي نجد أنه عبارة عن نوسطالجية، ضاربة في أقاصي وجدان الكاتبة الحساوي، وكل ما ...هو منفلت بتشظياته المتعددة.
في الرواية تتحرر الكتابة من الزمان والمكان "في هذه الحكاية يولد مكان، مكان لا يوجد في هذه الحكاية؛ هو ما تريده أن يكون، في الحكايات الأخرى؛ حيث الامكنة تختزل ما يحدث وترويه، تكون البطلة وتكون التابع، تكون الشيء وتكون اللاشيء...".
هي كتابة تتشكل في مجملها من أبنية جمالية وإستعارية وصورية، تمثل اللغة الشعرية داخلها مادة أساسية، وبأحداث تخلف فضاءً يوهم القارئ، وعلامات (بؤر نصية) مخاتلة تتجاوز وظيفتها الروائية بإتجاه تنشيط الوظيفة الإيحائية.
وبالتالي تكون (تجريد) رواية غير تقليدية، تجمع بين فصاحة المكتوب وبلاغة الشفوي، توغل في مسارب اللاوعي الفردي "الأنثوي" و"الذكري" على السواء وتقدم نموذجاً للعلاقة الأبدية بين الذكر والأنثى، وفق منطق أنثوي حيناً، "لم تنظر إليّ، ولم أكترث لسكوتك، اعتدته، تابعتُ حديثي، كنت أعلم بأنك غائب عنّي في مكان ما، أعرف ذلك من عينيك"، ووفق منطقٍ ذكوري حيناً أخرى، "وأنا يا غانيتي لا أريد لكل ما يحدث أن ينتهي، ولا أريده أن يستمر، الخوف... اللذة... المجهول... الأمن... الخفوت... المعرفة".
إن منظومة المعاني هذه، سعي خفي وربما لا واعٍ، من هذا الطرف أو ذاك، إلى تأكيد الذات أو تنحيتها للتساهل والإرضاء، وبالتالي تفجير الكاتبة لمتعة جمالية تستشرف آفاق روائية جديدة في السرد العربي الحديث. إقرأ المزيد