تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار أمجد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:مع بداية القرن السابع عشر زعم فيلسوفان عن ولادة علم حديث، أحدهما من إنجلترا ويدعى فرنسيس بيكون والآخر من فرنسا ويدعى رينه ديكارت؛ كلا الفيلسوفين وصفا وجهة نظرهما عن المستقبل وجاءا بنظرتين مختلفتين، حيث صرح الأول على أن: "كل شيء يعتمد على الرصد المنتظم والثاقب لحقائق الطبيعة"، بينما زعم الآخر"، ...أنا أفكر، إذاً أنا موجود".
فتبعاً لبيكون فإنه ينبغي على العلماء أن يجولوا الأرض قاطبة كي يجمعوا الحقائق حتى يتبين لهم كيف تعمل الطبيعة، ومن ثم يمكن استنباط القوانين التي تحكم الطبيعة، بينما يرى ديكارت خلافاً لذلك، أي ينبغي على العلماء الإبقاء في أمكانهم ويستنبطوا قوانين الطبيعة عن طريق الفكر المحض: ونجد أن فارادي وداروين وذرفورد قد انتهجوا بمنحى بيكون، بينما باسكال و لابلاس وبوانكاريه قد أخذوا بمنهج ديكارت.
يقع علم الرياضيات في منحى ديكارت ويقدم لنا هذا الكتاب الرياضيات بإعتبارها قوة ذات نفوذ وسلطان تهيمن على جميع آفاق الحياة من اجتماعية وثقافية وغيرها ثم يرسم لنا صلة هذا العلم بالعلوم الأخرى.
ولكن تبقى الرياضيات من وجهة نظرنا لغة كونية تهيمن على العالمين اللامتناهيين في الصغر وفي الكبر، لتكتشف أسرارها ونواميسها، تارة إذا أخذنا بالمنحى الأفلاطوني وتخترع تارة أخرى إذا أخذنا بالمدرسة الصورية الشكلية أو الحدسية أو المنطقية.
ومع هذا تظل الرياضيات ذلك الحقل المعرفي المجرد الذي يأبى أن يرتدي أي حلة، سياسية كانت أم نفسانية، يغدو التجريد علامة مميزة لها ومرهوناً بها. إقرأ المزيد