العبارة لأرسطو في شروح الفلاسفة المسلمين وتأويلات المعاصرين
(0)    
المرتبة: 122,921
تاريخ النشر: 20/07/2016
الناشر: دار الروافد الثقافية
نبذة نيل وفرات:يعتبر كتاب: "باري أرميناس" أو "العبارة" الذي يمثل الكتاب الثاني من المنطق الأرسطي، من الحلقات الأساسية في التأليف المنطقي الأرسطي الذي شغل المفكرين والفلاسفة المتقدمين والمتأخرين وحديثهم، شرحاً وتأويلاً، حتى صارت الشروحات والتلاخيص الملائمة لها. بهذا الاعتبار، فإنّ شروحات باري أرميناس أو "العبارة" إنما تختلف باختلاف منطلق الشارح وأسلوبه؛ ...بل وعصره التاريخي والاجتماعي والمذهبي الذي يوجد فيه. والدليل؛ وجود تباين في التلاخيص والتفاسير من قبل فلاسفة الإسلام واللاتيين والوسطويين؛ ليس فحسب للعبارة؛ بل للمقولات، والتحليلات الأولى والتحليلات الثانية (البرهان). وإلى هذا، فإن بعض الشرّاح العرب والمسلمين قد علموا تقريب المنطق اليوناني عامة والمنطق الأرسطي خاصة عن طريق تأوله وتفسيره، من حيث أن هذا الأخير يمكن حصره في نظرية التصورات ونظرية الاستدلال، أو بالأحرى مبحث الحدّ ومبحث القياس (Syllogisme).
بل الأكثر من ذلك، هناك من ذهب كابن سينا إلى التضحية بمنطق الحكم (Judgment) لفائدة منطق التصور والاستدلال. وإنّ الحقيقة أن أرسطو (المعلم الأول) قد درس المنطق الأورغانون في المقولات أو العبارة أو القياس أو الجدل من أجل توطيد دعائم البرهان (demonstration). فانظر كيف أن أرسطو يعود لنظرية الحد في أنالوطيقا الثانية بعد أن تحدث عنها في الطويقا (الجدل) بغية تقليب النظر في مدارها لصالح البرهان أيضاً!! وبهذا الاعتبار، ألم يكن الأمر أكثر تعقيداً حينما نطمح إلى رصد الاختلافات بين الشراح اعرب واللاتينيين للكتاب الثاني من الأورغانون، وذلك إذ ما كان الهاجس هو البحث عن كيفية تطور المذهب الأرسطي وفكرته. وينجم عن هذا قناعة فلسفية أساسية هي قراءة الفارابي وابن سينا والغزالي وابن باجة وابن رشد وغيرهم من خلال أرسطو كأصل أوكنسق منطقي وميتافيزيقي لا ينبغي الخروج عنه في مبادئه العامة والقاعدية؛ بل الأكثر من ذلك، فقراءة شروح العرب عن طريق أرسطو إنما طرح في طريق الباحث العودة إلى النص الإغريقي القديم المتعلق بكتاب "العبارة"، لتحصل لديه مقارنة بين النصوص العربية واليونانية أكثر علمية وجودة. وعليه، ونظراً لقلّة الأبحاث الفلسفية المعاصرة التي تنظر في شروحات الأورغانون الأرسطي في التراث الوسيطي واللاتيني والإغريقي، ومن هذا المنطلق تتمحور هذه الدراسة حول إشكالية تلقي باري أرميناس "العبارة" الكتاب الثاني من المنطق الأرسطي، في الفكر والتاريخ، وعلى وجه الخصوص لدى علماء المسلمين. فمن المعلوم أن الصداع الحادّ في الثقافة العربية الإسلامية الكلاسيكية بين أهل النحو وأهل المنطق لم يكن ببعيد عن استحضار خلفية باري ميناس الأرسطية بغية البحث عن حلول ناجقة لقضايا اللغة وعلاقاته بالمعنى والتركيب والعبارة.. بل قل إن السجال الفكري والفلسفي قد استمر إلى يومنا هذا مع مفكرين غربيين وعرب معاصرين الذين جددوا قراءاتهم العبارة لأرسطو من حيث إنه كتاب في اللغة وبنياتها اللغوية والأنطولوجية غير أن هذه التصورات المعاصرة لم تكن تقف من كتاب "العبارة" موقفاً واحداً بسبب اختلافهم المذهبي والفلسفي الذي يحكمه، على وجه الأعم، الرؤية التجريبية من هنا، كان دافع الباحث الرئيسي في دراسته هذه، للنظر في "العبارة" لأرسطو في شروحات كل من أبي الوليد ابن رشد، وقبله ابن باجة، الغزالي، وقبله ابن سينا وابن حزم.. وهذا إنما يصدر عن ضرورة النظر في الشروحات من حيث هي تعبير فلسفي عن الجدة الفكرية والإشكالية التي اتسم بها فلاسفة الإسلام؛ بل والأكثر من ذلك، محاولة تجاوز ذلك التوظيف التجزيئي لباري أرمينياس من أجل خدمة هذه القضية أو تلك، أو من أجل دحض هذا التصدر أو ذاك!
هذا وقد تم تقسيم هذه الدراسة إلى قسمين كبيرين. القسم الأول: "كتاب العبارة في المشرق العربي الإسلامي"، والذي تضمن ثلاثة فصول تمجورت حول المواضيع التالية: 1-كتاب العبارة خصوله وترتيبه في المنطق الأرسطي، 2- مفهوم القضية بين تأويل الفارابي وابن سينا، 3- مبحث القضية عند الغزالي وابن تيمية. أما القسم الثاني فقد احتوى: "كتاب العبارة" (باري أرمينياس) في الغرب الإسلامي متضمناً فصولاً أربعة جاءت مواضيعها كالتالي: 1- القول في العبارة من ابن حزم إلى ابن باجة، 2- المستدرك في العبارة عند أبي الوليد ابن رشد الحفيد، 3- "العبارة" مابعد الرشدية بين الجوامع والتلاخيص، 4- من نظرية التصور إلى التصديق في تأويل القول الخيري ونقد الرابطة الوجودية.. إلى بعض الأطروحات الفلسفية والمنطقية التي تمكنت من قراءة العبارة لأرسطو.
وأخيراً يرى الباحث بأن حصيلة النظر في شروحات "العبارة" لأرسطو إنما يختلف ويتباين وفق الصور التاريخية والثقافية والإيديولوجية، إذ أن كل شرح هو تأويل وفق أجهزة فكرية وقنوات نظرية يتسلّح بها الشارع قصد النقد والتقويم أو التطوير والتعديل، وهو الأمر الذي دفع بالفكر الفلسفي في لحظاته المشرقية إلى رسم معالم التنوير والنهضة والتقدم.نبذة الناشر:يقول أرسطو في المقالة الأولى المرسومة بالألف الصغرى: "إن النظر في الحق صعب من جهة، سهل من جهة ثانية، والبديل أنه لم يقدر أحد من الناس على البلوغ فيه بقدر ما يستحق". - أرسطو.
"الشكوك هي الموصلة إلى الحقّ، فمن لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقي في العمى والضلال". - الإمام الغزالي
"فبالضرورة يوجد في الإنسان فعلان: أحدهما وجود المعاني المفردة والثاني تأليف هذين المعنيين (...)، فإنه ما لم توجد المعاني المفردة، لم يمكن أن يكون تركيب، فهذه متقدمة لتلك بالطبع". إقرأ المزيد