البدر السافر عن انس المسافر
(0)    
المرتبة: 83,291
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:يعدّ من التراجم من الفنون التي أبدع فيها علماء الإسلام، فأكثروا من وضع التصانيف الخاصة والعامة في التعريف بأعلام علماء الأمة، ونبلاتها، وصلحانها، وذكر أخباهرم، وأحوالهم، ومآثرهم، ومناقبهم.
هذا وإن من فوائد التصنيف فن التراجم: أخذ العبرة والعظة، وحسن الإقتداء بمن مضى، بالإضافة إلى الإطلاع على مراتب هؤلاء العلماء في ...العلم والفضل، فَيُؤمن من تقديم الأدنى على الأعلى؛ ولا سيما عند تعارض أقوالهم وآرائهم، والإطلاع على مواليدهم ووفياتهم، ومعرفة أزمانهم وطبقاتهم؛ فيكون بالإمكان تمييز من تشابهت أسماؤهم، ويُؤمن جعل المتقدم متأخراً، والمتأخر متقدماً.
وفي هذا الإطار يأتي هذا الكتاب "البدر السافر عن أنس المسافر" لمؤلفه الإمام الفقيه المؤرخ الأديب كمال الدين أبي الفضل جعفر بن ثعلب الأدفوني ويعد كتابه هذا من الكتب النادرة، والدواوين النفسية في فن التراجم، فهو يشتمل على ما يقارب ستمائة علم من أعيان المائة السابعة، كما تضمن حملة وافرة من تراجم أهل القرن الخامس والسادس والثامن؛ ممن عُرفوا بفن من الفنون، أو ممن كانت لهم كرامة من الكرامات أو مزية.
والكتاب مرتب على حروف المعجم، هذا ولم يقتصر فيه مصنفه على التراجم المشرقية، بل شملت عنايته أيضاً تراجم أعلام المغرب والأندلس؛ من علماء، وفقهاء، ووزراء، وأطباء، وقضاة، وكتّاب، وشعراء، وأدباء، وغيرهم، وقد قاربت تراجمهم الربع من مجموع الأعلام المترجم لهم في هذا الكتاب.
وتبرز أهمية هذا الكتاب بحفظه لتراجم جملة من الأعيان على إختلاف إنتماءاتهم العقدية والمعرفية، فحفظ بذلك أسماء العديد من المصادر الضائعة، كاشفاً عن ملامحها من خلال نقوله وإقتباساته منها؛ مثل: وفيات أبي الحسن علي ابن المفضل المقدسي (ت 611هـ)، والتاريخ الكبير لأبي الفضل التِّيفاشي (ت 651هـ)، ونسيم البان، لأبي محمد عبد الله بن عمر الوزان الأنصاري (ت 677هـ)، وتاريخ القدس، لشمس الدين الكنجي (ت 682هـ)، وتاريخ الإسكندرية، لابن العمادية (ت 673هـ)، وتاريخ مصر، لعبد العظيم المنذري (ت 656هـ)، والنجوم الدرية في الشعراء العصرية، لأن نشوات المصري (ت 692هـ) وغيرها.
ومما يميز الكتاب أيضاً إشتماله على تراجم موسعة لأعيان القرن الثامن، لا سيما شيوخ المؤلف وأقرانه، كما هو الحال في ترجمة شيخه أثير الدين أبي حيان الغرناطي (ت 745هـ)، فقد اسغرقت ترجمته تسع ورقات من مخطوطة الجزء الثاني.
وأيضاً، وأيضاً، فإن من فرائد الكتاب حفظه لأشعار غزيرة، وأجناس أدبية متنوعة، كالمُكَفِّر، والدُّوبَيت والبُلَّيقة، وغيرها من أنواع الموشح والزجل، لا تكاد تجدها في مصدر غيره، أما مؤلفه الأدقوي، فذلك لنسبته إلى أُدْمُو، بضم الهمزة، وسكون الدال والواو، وضم الفاء.
وهي مدينة جنوب مصر بالصعيد الأعلى، بين أسوان وقوص، وتعد اليوم ثاني أكبر مدينة بمحافظة أسوان، تقع جنوب الأقصر، وتتبعها عدة قرى، وبها ولد المؤلف سنة 685هـ، قال عنه الصقدي: "كان فقيهاً ذكيّاً، فاضلاً زكيّاً، يعرف النحو، يغلب عليه الأدب، وحظه من التاريخ موفر، ضحوك السن دائم البشر، يروق من يحادثه خَلْقاً وحُلُقاً، لطيف الذات...".
توفي بعد رجوعه من الحج، يوم الثلاثاء سابع عشر من صفر، سنة 748هـ قبيل الطاعون الكبير، وقبل في السنة الآتية، ودفن في مقابر الصوفية. إقرأ المزيد