الدر المصون في اصطفاء المقر الأشرف السيفي قوصون
(0)    
المرتبة: 115,197
تاريخ النشر: 06/06/2016
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:مؤلف هذا الكتاب " الدرّ المصون .. " هو شمس الدين ، ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن نصر . ولم تذكر التراجم مولده ، ونشأته ، وثقافته ولا مكان دراسته وتعلمه ، ولا أسماء شيوخه ، ومع ذلك يمكن القول ...إنه قرأ القرآن الكريم على شيوخ عصره ، ودرس الأدب والبلاغة والبيان والنحو والصرف ، واطّلع على كتب التاريخ والسِير ، واستهواه هذا الفن ، حتى تمكن من نظر الشعر ، وكتابة التاريخ . وهو يخبر في كتابه " النور اللائح والدر الصادح " أن حدّه الأعلى هو الصحابي الجليل والقائد العربي الشهيد " خالد بن الوليد " رضي الله عنه ، وأن حدّه الأدنى هو " خالد بن القيسراني " ، الذي كان وزيراً للسلطان الملك العادل نور الدين محمود الشهيد ( ت 569 ه ) . وهذا يعني أن " ابراهيم " من أحفاد الشاعر " أي عبد الله حمد بن نصر بن صفير القيسراني " ، صاحب الديوان المشهور بديوان إبن صفير القيسراني " ( ت 548 ) . وقد كانت ولادة " محمد بن نصر " في مدينة عكا سنة 478 ه ، ونشأ بقيسارية فنسيب إليها . ومن هنا أخذ أحفاده نسبتهم ، فنسبوا جميعاً إلى " قيسارية فلسطين " . ولذا عُرف " إبراهيم " بإبن القيسراني . وقد ترجم له " الصفدي " في " أعيان العصر " ، فكتب ما نصه : " ابراهيم بن عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن نصر . القاضي الرئيس ، الكاتب البليغ ، شمس الدين إبن الصاحب فتح الدين إبن القيسراني المخزومي الخالدي ، كاتب الإنشاء بالديار المصرية . كان شكلاً تاماً في خلقه ، سادّاً لما يُسند إليه من الإنشاء من خَرْقه أشقر بوجه أحمر ... يكتب خطأ تحسده العقود ، ... " وترجم له " إبن حجر " ترجمة مختصرة .. شمس الدين بن جمال ... موقّع الدّست بدمشق والقاهرة صاحب المدرسة بسويقة الصاحب من القاهرة ، وبها قبره وذكره المقريزي أيضاً في ذكر " المدرسة القيسرانية " ، فقال : " هذه المدرسة بجوار المدرسة الصاحبية ، بسويقة الصاحب ، فيما بينها وبين باب الخوخة ، كانت داراً يسكن القاضي الرئيس شمس الدين محمد بن ابراهيم القيسراني ، أحد موقّعي الدَّست ، بالقاهرة ، فوقفها قبل مدته مدرسة وذلك في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وسبع مائة ، وتوفي سنة إثنتين وخمسين وسبع مائة . ولقد ألف القيسراني كتابه هذا " الدرّ المصون في اصطفاء المقر الأشرف السيفي قوصون " سنة 731 ه / 1331 م ، كما أرّخ هو بخط يده في آخر المخطوط ، وذلك بعد أن وطّد الأمير " سيف الدين قوصون " موقعه نائباً للسلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ، وزوّجه السلطان إبنته ، وتزوج السلطان أخته ، وبعد بناء جامعة القاهرة سنة 730 / 1330 م تحديداً ، وعرّف عن نفسه في مقدمة الكتاب بأنه " كاتب الإنشاء الشريف " ، وبقي في وظيفته حتى توفي سنة 753 ه / 1352 م ، وهذا يعني أنه مارس الكتابة في ديوان الإنشاء أكثر من عشرين عاماً . وقد ألّف كتابه هذا " الدرّ المصون .. " ( أولاً ) تقرّباً من المقرّ الأشرفي سيف الدين قوصون ( ت 742 ه / 1341 م ) . ووجد أن أول سلاطين هذه الدولة هو " عز الدين أيبك التركماني الصالحي " ، فكتب تاريخاً مختصراً ، وصولاً إلى حكم الأسرة المنصورية ( المنصور قلاوون ) ، وفي عهده استقر جدّ المؤلف " عبد الله بن خالد بن محمد ... " وزيراً في مصر ، .. ويتابع " إبن القيسراني " بعد ذلك استعراض سلاطين البيت المنصوري ، فيذكر الملك الصالح بن قلاوون ، والملك الأشرف خليل وقتله ، والملك الناصر محمد وخروج زين الدين كتبنا عليه ، ومقتل حسام الدين لاجين ، وتطاول بيبرس الجاشنكير إلى السلطنة ووفاته ، لينهي الكتاب بتعيين الملك الناصر محمد بن قلاوون : الأمير سيف الدين قوصون كاملاً لدولة المماليك ، وإليه تؤول كل أمور الدولة ، ووجد " إبن القيسراني " المتدوحة لتأليف هذا الكتاب ، ويقدم هذه السيرة " تقرّباً بين يدي " قوصون " بعد تسلمه منصبه الخطير ومصاهرته للسلطان . وإلى هذا يذكر المحقق أنه وعلى الرغم من معاصرة المؤلف الأمير قوصون حتى مقتله سنة 742 ه ، فإنه توقف عن سيرته بما ينيّف على العشر سنوات ( 730 ه - 742 ه / 1331 - 1341 م ) ، مع أنها كانت حافلة بالأحداث ، وكان لقوصون الدور الكبير فيها ، لذا رأى المحقق عدم الإكتفاء بتحقيقه النص المخطوط فحسب ، بل عمد إلى أن يضيف إليه أخبار الأمير قوصون الواردة في المصادر المملوكية المعاصرة واللاحقة إتماماً لسيرته الحافلة ، وكيف آل مصير قوصون إلى القتل بعد الجاه والعزّ الذي ناله في عهد نسيبه وصهره الملك الناصر محمد بن قلاوون . إقرأ المزيد