تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار الكتاب العربي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:نظر جمال الدين الأفغاني إلى أوربا في أواخر القرن التاسع عشر، فرآها أخطبوطا هائلاً يتحرك بفعل الثورة الرأسمالية المتطورة في مراحلها إلى مرحلة السيطرة والاستعمار، فآلى على نفسه أن يقف في وجه الأخطبوط متخذاً طريقه في محاربته توعية الجماهير الشرقية عامة، هدف الأخطبوط، وضرب أمثلة البطولة الأسطورية لهم، في ...مواقف يقفها من الملوك والسلاطين، وأقوال تصدر عنه كالصواعق، تنقض على معاقل التسلط والقهر والسيطرة. وكان جمال الدين عالماً فيلسوفاً كاتباً ذا اتصال ثقافي بالتيارات الفكرية العالمية، فكان يبدو دائماً صاحباً لعقلية عصرية، متقبلاً لجميع مناحي الفكر في زمنه إلى أوسع ما يكون.
وهو لم يأل جهداً في إثباته، بلسانه وكلمه، أن الإسلام لم يكن قط جسماً بلا روح، وإنما يرى الإسلام، إذا ما أزيل منه ما هو غريب عن مذهبه الحقيقي من الأوراق الخرافية، بقي دائماً قوة حية فعالة ملائمة لمقتضيات العصر، ولجميع ما تنطوي عليه الحضارة الغربية من اختراعات فنية. وكان يثبت في الحقل الاجتماعي والسياسي، أم مذهب الإسلام حد جوهراً، ديموقراطي عنصراً، فيمنح الأمة حق الاشتراك في إدارة الدولة ورقابة حكومتها. أما الشيخ الإمام محمد عبده، فليس في الأمم الإسلامية من لا يملأ صيته وجدانه، لقد كان المصلح الجريء، الذي حاول الهدم والبناء في أقدس هيكل عند البشر، فيما يعتبره الناس ديناً. أرسل صيحته تدوي بين شيوخ... فلقي من الأذى كثيراً، فقد رأوه خطراً على الدين، حتى لصقوا به تهمة الإلحاد، وهو لا يرتد عن جهاده في سبيل تنقية هذا الدين مما شابه من أوضاره وتنقية نفوس المسلمين مما شابها من خمول واستكانة، وجمعه الله بجمال الدين الأفغاني، فشكلا ثنائياً استبدل أرض الله وطناً بوطنه، وسافرا إلى باريس يرفعان منارة الحق، ويصدران صحيفة الحرية الكبرى: صحيفة "العروة الوثقى" التي تم جمع مقالاتها بين دفتي هذا الكتاب. إقرأ المزيد