تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: المكتبة البولسية لبنان
نبذة نيل وفرات:الروم عند العرب قبل الإسلام وبعده هم الرومان وخلفاؤهم البيزنطيون، والبيزنطيون عند أنفسهم روم، أي رومان، وعاصمتهم "روما الجديدة"، أي القسطنطينية، ولا يزال الروم الأرثوذكس يدعون القسطنطينية مركز البطريرك المسكوني "رومة الجديدة" حتى يومنا هذا.
واللفظ روم في نقش الصفا اسم بلاد واسم شعب، وجاء في القرآن الكريم في سورة ...الروم: ﴿الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)﴾...
وأنفع التواريخ تاريخ الفكر، وألمع فصل في تاريخ الفكر البشري تاريخ الفكر عند اليونان الأقدمين، وأفضل فضائل هؤلاء عنايتهم بالإنسان وسعيهم لإسعاده سعادة حقيقية، وأكبر خدمة قدمها الرومان أنهم تبنوا ثقافة اليونان وقالوا بها، وفضل الروم على البشرية أنهم حملوا هذه الثقافة وحموها في عصر الظلمات فحفظوها لنا في نصوصها الأصلية وأضافوا إليها.
ولا سبيل لفهم تاريخ العرب فهماً كاملاً إلا بالإطلاع على تاريخ اليوم، فما جرى في سوريا والعراق ومصر في السياسة والحرب والحضارة والثقافة تأثر كثيراً بما كان يجري في القسطنطينية وغيرها من أمهات مدن الروم.
والمراجع الأولية لتاريخ الروم متنوعة منها التواريخ التي صنعت في الأزمنة المعاصرة لوقوع الحوادث أو بعدها تعليل، ومنها الرسائل الدبلوماسية التي تبودلت تلك العصور بين الروم وغيرهم من الشعوب والدول، ومنها القوانين التي اشترعت والنقوش الكتابية التي نصبت والنقود التي سكت، ومنها كذلك ما صُنِّف خصيصاً للبحث في أخبار الكنيسة، وما تبقى من التواريخ محفوظ في مجموعة ينبور، التي نُشِرَت في تسعة وأربعين مجلداً في بون ما بين السنة 1828 والسنة 1878 ونصوص هذه التواريخ نفسها محفوظة أيضاً في مجموعة "مين" في مئة وواحد وستين مجلداً؟...
وقد نُشِرت هذه المجموعة في باريزما بين السنة 1858 والسنة 1866، ولا يستعني الباحث عن الرجوع إلى مجموعة توبنر للوقوف على بعض هذه النصوص التاريخية نفسها لأنها جاءت في هذه المجموعة بصورة أدق وأضبط.
وقد يضطر الباحث إلى مراجعة مجموعتي دندورف ومولر، أو مراجعة نصوص بيوري، وقد لا يستغني عن الإستعانة بسير الفرنسيين فيعود عندئذ إلى مجموعة الآباء البولنديين التي بدأت تظهر منذ السنة 1643، وما تبقى من الرسائل الدبلوماسية التي تبودلت بين حكومة القسطنطينية والحكومات المعاصرة محفوظ في مجموعة ميكلوسيخ ومولر، ومجموعة تافل وتوماس.
وقد جاءت المجموعة الأولى في مجلدات ستة نُشرت في فيينا بين السنة 1860 و 1890، وجاءت المجموعة الثانية في ثلاثة مجلدات نُشِرت في فيينا أيضاً في السنة 1856- 1857، وقد جمع "جافي" رسائل الباباوات فنشرها في برلين في مجلدين ما بين السنة 1885 والسنة 1888، وقد تعاون أساتذة فيينا ومونيخ في ضبط هذه الرسائل وإعادة نشرها، فظهر في السنوات 1924، 1932 مصنف دولفر في ثلاثة مجلدات، وظهر في السنة 1932 الكراس الأول من مجموعة الأب غرومل لبيانات ووسائل البطريكية المسكونية.
وأن أفضل ما يرجع إليه في التشريع والقوانين مجموعة "مومسن" و"كروغر" و"شول" في شرائع يوستنيانوس - وقد طبعت في برلين في مجلدات ثلاثة ما بين السنة 1872 والسنة 1895، ومجموعة زخريا لنفنتال في شرائع الأباطرة المتأخرين، وقد ظهرت هذه المجموعة في سبعة مجلدات في ليبزيغ ما بين السنة 1856 ولسنة 1884...
والمؤلفات الحديثة التي تبحث في تاريخ الروم كثيرة ومتنوعة تُعدّ بالمئات، والمقالات التي دُمجت في نواحي معينة من تاريخ الروم وحضارتهم ونظمهم كثيرة أيضاً، وأولاهما بعناية الباحث مؤلف كارل كرومباخر الالماني في تاريخ آداب الروم؛ فإنه على الرغم من قدم عهد هذا المصنف لا يزال مفيداً جداً في كمية معلوماته ودقتها، ولا يزال تاريخ سقوط الإمبراطورية الرومانية لإدوارد غيبون مفيداً موقظاً لأنه تاريخ كبير لمؤرخ عظيم.
ولنا في كتاب تاريخ الروم حتى نهاية القرن العاشر الذي صنفه المؤرخ الفرنسي غوستاف شالومبرجه قصة مفصلة جذابة ظهرت في مجلدات ثلاثة في باريز ما بين السنة 1896 والسنة 1905، على أن أفضل المصنفات في تاريخ الروم العام أربعة: أولها "العالم الشرقي ثم أوروبة الشرقية" للعلماء الأفرنسيين "شارل ديل" و"جورج مارسه" و"رينيه غروسه" وغيرهم... وثانيهما: "العالم البيزنطي" للمؤرخ الفرنسي "لويس براهيه" وثالثها كتاب البحاثة أوستروغور سكي الذي ظهر في ميونيخ سنة 1940، ورابعها وأحدثها جميعاً من حيث إعادة النظر والتنقيح كتاب العلامة الروسي "إلكسي فزيلييف"...
يحاول المؤرخ من خلال هذه المقدمة إغناء القارئ والباحث بمصادر يمكن الرجوع إليها عند دراسة تاريخ الروم، بل وكان لديه الكثير من المصادر والأبحاث في مواضيع خصوصية متبوعة أثار إليها في هامش كتابه هذا الذي يعدّ مرجعاً هاماً في الحديث عن الروم في سياساتهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصِلاتهم بالعرب.
وتجدر الإشارة إلى أنه تاريخ تأليف هذه المجموعة يغدو إلى سنة 1955م. إقرأ المزيد