الدرس الصرفي عند القرطبي من خلال تفسيره الجامع لإحكام القرآن - دراسة وصفية تحليلية
(0)    
المرتبة: 61,668
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار دجلة ناشرون وموزعون
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لم يكن لدراسة القرآن دراسة صرفية حظ ذو بال في كتب المتقدمين من علماء اللغة العربية ، بل إن الباحث لا يكاد يجد عالماً من المتقدمين قد أفرد مصنفاً خاصاً لدراسة ألفاظ القرآن دراسة صرفية، مع أن القرآن الكريم يزخر بأنية صرفية متنوعة الأصناف، هي غاية في الدقة والإتقان. ...ولما كان الأمر كذلك، كان لا بد من البحث عن تكلم المؤلفات التي اعتنت بمفردات القرآن صرفياً، لاستنطاق ما فيها من مسائل صرفية تحتوي على نماذج مُثْلى من ألفاظ القرآن، فكان اتجاه الدارسين في هذا المجال نحو كتب معاني القرآن وإعرابه وغريبه، إذ أن هذه المصنفات توحي بذلك من خلال تسمياتها؛ وحقاً كانت هذه المؤلفات معتنية بالقرآن نحواً وصرفاً، فأقبل عليها الدارسون بحثاً وتنقيحاً، بيد أنه كانت هنالك مؤلفات لم تكن تقلّ شأناً من كتب المعاني والإعراب والغريب في دراسة ألفاظ القرآن صرفاً، ولم تُعطَ حقها في الدراسة والتأمل؛ ألا وهي مؤلفات التفسير. وعليه، فإن مصنفات التفسير ذات صلة مباشرة بالقرآن الكريم، وعلى الرغم من تنوع مناهجها، فقد اعتنت - في معظمها - باللغة العربية وعلومها، للإرتباط الوثيق بين القرآن واللغة العربية، ولم تكن هذه التفاسير كلها تسير على خط واحد في عرض المواد اللغوية، فقد تفاوتت من حيث الدقة والتفصيل والإستيعاب، فمنها المقتصد في ذلك، ومنها المتبسط، ومنها المتوسط بين ذلك سبيلاً. ومن هذا المنطلق، مضى الباحث في تحقيق هذه الفكرة في دراسة ألفاظ القرآن صرفياً من خلال كتب التفسير، ووقع اختياره على مصنف تفسير القرطبي الذي يجمع في طياته مادة غنية من المسائل الصرفية، وهكذا جاءت هذه الدراسة. إذ يعدّ تفسير القرطبي واحداً من أهم التفاسير التي اعتمدت على مصادر غنية ومتنوعة، ولا غروَ في ذلك، فالقرطبي بثقافته الواسعة التي اكتسبها في بلده الأندلس، نتيجة ازدهار الحركة العلمية في تلك الحقبة، استطاع أن يكون علماً بارزاً من أعلام عصره، فقد عاصر دولة الموحدين في الأندلس التي نشطت فيها الحركة العلمية نشاطاً واسعاً، ثم انتقل إلى مصر بعد سقوط قرطبة سنة (633ه)، ليعيش هنالك بقية عمره في نهاية عصر الأيوبيين، وبداية عصر المماليك، ولم تكن الحركة العلمية في مصر آنذاك أقل شأناً منها في الأندلس. هذا وإن المتأمل في تفسير القرطبي يجد منهله من مصادر متنوعة، منها القراءات القرآنية، واللهجات، والشعر، ومؤلفات المفسرين والفقهاء واللغويين ... إلا غير ذلك من المصادر التي وظفها القرطبي في تفسيره، واستند إليها استناداً كبيراً، حتى صار تفسيره موسوعة علمية، ومرجعية مهمة لمن بعده. وهذا واضح من تسميته لتفسير: (الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان)، وقد جمع بين دفتيه علوماً شتى، منها مسائل صرفية جمّة، تشدّ التنبه عليها، لما فيها من اهتمام مستفيض ومتقن بقضايا الصرف، وما يتبع ذلك من مباحث وتحقيقات تشكل مادة ثرية تستحق البحث والدراسة. من هنا جاءت هذه الدراسة التي هي في الأصل رسالة علمية لنيل درجة الماجستير في الدراسات اللغوية تخصص (اللغة والصرف) تقدم بها الباحث إلى قسم اللغة العربية بكلية التربية - عدن. وقد شملت هذه الدراسة أربعة فصول، سبقتها مقدمة وتلتها خاتمة. تم في الفصل الأول الحديث عن أهم المصادر التي استند إليها القرطبي في تقرير مسائله الصرفية. أما الفصل الثاني فقد ناقش فيه الباحث الأبنية الصرفية المبسوطة في تفسيره ، وما يرتبط بها من ظواهر صرفية. وتم تخصيص الفصل الثالث للحديث عن ظاهرة النيابة الصرفية في تفسير القرطبي، وهذه الظاهرة حديثة في اصطلاحها، قديمة بأمثلتها وشواهدها. وفي الفصل الرابع والأخير، فقد توجه فيه الباحث الحديث عن منهجية القرطبي في درسه الصرفي. وفي خاتمة هذه الدراسة استخلص الباحث أهم النتائج التي توصل إليها. وقد سلك في ذلك كله منهجاً وصفياً تحليلياً، اعتمد فيه على تخريج المسائل في تفسير القرطبي، ثم عرضها على المؤلفات ذات العلاقة المباشرة بفصول الدراسة ومباحثها. وأخيراً يمكن القول بأن هذه الدراسة الصرفية إنما قصد الباحث من خلالها إبراز شيئين متلازمين: 1- إظهار ومكانة القرطبي الصرفية، 2- إظهار القيمة الصرفية لتفسيره. إقرأ المزيد