أغمار من المودات في زمن الجحود ؛ ستون سنة من العطاء بأقلام نقاد ودارسين وأصدقاء
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار نلسن
نبذة نيل وفرات:عبورنا في هذا الوجود قصة لا تكتمل معانيها إلّا باكتمال الحدث، والحدث هو يوميات الإنسان من المهد إلى اللحد؛ لا بل الحوار الشاق ما بين روحانية الخالق ومادية المخلوق! قد يتكشف بعض السرّ في استراحة محارب مع الصحافي العتيق جورج شامي في مجموعاته القصصية التي اقتنص فيها لحظات من ...حياتنا، ظاهرها عادي، وواقعها الوجه الحقيقي للتجربة الإنسانية المعقّدة، ميّزتها شخصيات قصته، في عملية استكشاف للحقائق من خلال العاديات، باسلوب صحافي وحسّ أدبي، وشحن مكثف، يفسّر الحياة تفسيراً سليماً، دون اصطناع جدليات وعقم تمويهات. فالأمانة في التعاطي مع الحالة الإنسانية بموهبة فائقة في إغرائية السرد وتناغم البنية، جعلت من جورج شامي، عن حق، سيّداً من أسياد القصة المعاصرة كونها أكثر الإيقاعات انسجاماً، مع إيقاع الحياة السريع لهذا العصر [...].
كلمات تقرأها بقلم جوزيف مفرج متحدثاً عن جورج شامي القاصّ الأديب في سياق كلمات مؤثرة: ناقدة.. أو مهيبة، ومتطلعة إلى مكامن الإبداع في أعمال جورج شامي مع مضيّ ستين سنة من عطاءاته. وتقرأ بقلم جوزيف مهنا: بمثل فوح ندّ وند، وفي حسن سمت ورواء، تتنوع أقاصيص جورج شامي نبّاضة بين يديك، طيبة المجالسة، تهزّ في خاصة نفسك الوجدان والقناعات، فتزهو والزمن وراق للأحلام، في مدارك المزحوم بالقيود، أغصان، وتنوّر أفنان. وهي في لمّاحية اللحظة والذائقة الأدبية، الينابيع الجاحظية المتحررة من عقال الأرض، فلإخضرارها المرصّع بالدلالات تحف بك وترقى في مصادرها صعداً إلى حيث تمرّغ شفتيك بالفاكهة والعسل، مرساة تحف لابتداعٍ جديد يتكشف عن معتزم أصيل. مع "قدّيشات ألوهو" زارني الذي قلمه ذهب، دن نوّاسيّ الصبابة من كرمة الفكر بـ" سلامة لم تقتصرها يد ولم تدنّسها المعاصر" وفي لقيا النواغم بلبل، لـ "نمل أسود" يتصبّاك على برار، وفلوات تعج بخيام أفرغت ديكتها وسعها تصايحاً، فاستوقفت لها في بلوغ الرغائب ملكة الفصاحة، كما لو أن ماء مباركاً مسح قلق ألواحها الصفراء المشدودة الهوى بـ"أعصاب من نار" مفتوحة في المقاربة على معلقات العناقيد، معها الروض فيتطيّب بالغوالي... اضحامة مرويات تضرب لها قباب العبير، انضوت كشك اللؤلؤ بين الرفيق والحفيف، تحت عناوين ثلاثة: عاشقة بألوان قوس قزح، جرح عميق في برميل مازوت، ليلة في برج القوس.
إن هي في طقوسية القطوف ، إلا ارتعاشات الحلى، تتهادى وتتقاصر عنها شواهق القصور، مراميك مداميك. إنها جميعاً بالمحصلة، لأقاصيص فاتنات الطرف، أشرعت صدرها للريح، يسكنها الكبرياء، سعت في مناكبنا يمثل ومضة الشهب، آخذة أحداثها المثيرة بعضاً برقاب بعض ما يتخطى حدود الجغرافية القصصية الرتيبة، فتشيمت بنا القناعات، فتسنمتها، فأصابنا من ذهب أقراطها شهد، ومن شجر زيتونها زيت يضوء. في زمن انكفائية العطاء، نسأل لعلمك يا عزيزي الأستاذ شامي مزيداً من الحفر على عاج الأقصوصة العربية، أمتع من الأاماليح، من رنين سبائك الذهب. [...]
هذا الكتاب إذن، كشّاف لرؤى مفكرين وأعلام، وقفة حضارية مميزة ممتعة على ما يبدو وكلّ علاقة خارقة لدى تلك الشخصيات المبدعة. إقرأ المزيد