تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"علم الحديث" علم خطير وقعه، كبير نفعه، عليه مدار أكثر الأحكام وبه يعرف الحلال والحرام، ولأهله اصطلاح لا بد للطالب من فهمه، وتعريف لا بد من إشهاره ونشره. والحديث لغة ضد القديم، وفي الاصطلاح من حيث الرواية هو ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم، من قول، أو ...فعل، أو تقرير، أو صفة. وقد أجمع العلماء على أن الحديث-السنّة-هو الأصل الثاني من أصول الأحكام التي هي الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وقد كان فقهاء الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وفي استنباط الأحكام التي لا يجدون لها نصاً في القرآن الكريم.
وبالتالي لولا السنة النبوية الشريفة، لأشكل علينا الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، واستحال علينا فهم معانيها، كبيان: الصلاة مثلاً، وعدد ركعاتها... إذاً، الحديث النبوي تفصيل للكتاب العزيز وأصل للشريعة الإسلامية، ولهذا عني المسلمون وخاصة الصحابة، عناية بالغة بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وكان اعتمادهم أولاً على الحفظ والضبط في القلوب غير ملتفتين إلى ما كتبونه محافظة على هذا العلم، كحفظهم كتاب الله سبحانه وتعالى، فلما انتشر الإسلام واتسعت الأمصار وتفرقت الصحابة في الأقطار ومات معظمهم وقلّ الضبط: مست الحاجة إلى تدوين الحديث وتقييد بالكتاب. ويرجع عهد تدوين الحديث إلى عصر الصحابة رضي الله عنهم.
ولأهميته عني أئمة الحديث في تدوينه على الهيئة التي وجدوه عليها ولم يسقطوا مما وصل إليهم في الأكثر إلا ما يعلم أنه موضوع مختلف، فجمعوه بالأسانيد التي وجدوه بها، ثم بحثوا عن أحوال الرواة بحثاً شديداً حتى عرفوا من تقبل روايته ومن رد، واتبعوا ذلك بالبحث عن المروي وحال الرواية إذ ليس كل ما يرويه من كان موسوماً بالعدالة والضبط يؤخذ به، لأنه قد يعرض له السهو النسيان أو الوهم. وابن تيمية هو من العلماء والأعلام الذين أفردوا لهذا العلم دراسات خاصة وهو في كتابه هذا جمع مقاصد هذا العلم وفوائده، وفيه يتحدث عن الحديث الواحد، أقسام الحديث، أنواع الرواية وأسماء الأنواع، معنى حديث حسن، أو مرسل، أو غريب، بيان معنى شرط البخاري ومسلم، عدة الأحاديث المتواترة، احتجاج بعض الفقهاء بأحاديث وهي باطلة: القول في كتاب الحلية، حكم من نسخ القرآن وكتب السنة، صفة الأولياء في السنة، والأذكار الثلاثة، بدأ الإسلام غريباً، أكبر الكبائر، موقف العلماء من القصاصين، قصة إبليس... وأخباره النبي صلى الله عليه وسلم، المهلكات والمنجيات، من توجيهات النبوة، ذكر بعض أحاديث يرويها القصاص وغيرهم بالطريق وغيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم...
ولأهمية هذه الرسالة عُني بتذييلها بتحقيق لطيف هدفه توضيح ما أبهم فيه وما أشكل. أما بالنسبة لما قام به المحقق من أعمال نجد أنها تتجلى بـ: أولاً: قام بعد البحث والتنقيب، بإرجاع أصول الكتاب على نسخة الآستانة، مثبتاً النقص، ومنبهاً على المزيد عليه، ومصححاً الأخطاء اللغوية والمطبعية التي لا بد من تصحيحها. ثانياً: خروج ما ورد في الكتاب من أحاديث، وذلك بعد التثبت من مصادرها المعتمدة، كصحيح البخاري وصحيح مسلم، والسنن الأربعة، والمسانيد وغير ذلك من كتب السنة المعتمدة. ثالثاً: أثبت ضمن التعليقات بالهامش رقم الآية... اسم السورة لكل آية وردت في هذا الكتاب من القرآن الكريم. رابعاً: ذكر ترجمة تفكي للتعريف بكل علم ذكر بهذا الكتاب القيّم النفيس. إقرأ المزيد