'ثقافة' التشيع و'ثقافة' التسنن وصراعهما التاريخي
(0)    
المرتبة: 50,229
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة الناشر:كما هو تغير حاجات الإنسان، يتطلبات الحياة، كذلك هو واقع التغيرات الفكرية التي تجتاح العقل البشري في طبيعة صراعاتها وتغيراتها. فقد نشبت الصراعات بين الإنسان وأخيه الإنسان على قواعد تابعة لحاجة ذلك الإنسان وتطورت بتطور تلك الحاجة... فقد تغيرت نزوعات الإنسان نحو تجنب إبادة الآخر ضمن محيط الصراع على الوصول ...إلى حاجات العقل والجسم البشري حتى وصلت في القرن الحالي إلى أن تنطلق بمفاهيم تسمى أحياناً (بالعولمة) أو بمصطلحات أخرى يفهم منها وحدة الجنس الإنساني... فلم تكن في العصور السالفة هنالك من تفهم لمفاهيم (الثقافة) باعتبار محدودية تجربة الإنسان التي غالباً ما تكون محصورة ضمن المنطقة الجغرافية والتاريخية مع انعدام انتقال التجربة من جيل إلى آخر! وهو ما دفع بتلك الأمة أن تفكر بما تعيشه فكراً وتجربةً. وبتطور علاقات الإنسان وباتبعات الأنبياء وخصوصاً أولى العزم، كان هنالك لبداية مصطلح. جديد هو مصطلح (الثقافة) التي تعني مجموع تجارب وسلوكيات الإنسان والتي تقنون على ضوئها الشعوب والأمم، وذلك في ذات الوقت لم يكن ذلك المصطلح له من حيز للفهم في العصور السالفة حتى جاء عصر ما بعد الحربين الكبريتين الأولى والثانية. وبعد الدراسات الواسعة صار أمام عمالقة الفكر أن يتوصلوا إلى سر (الثقافة) التي تجولت اليوم إلى الأداة التي تعرف بها الأمم والشعوب والتي يقاس على ضوئها الإنسان وتقاس به مسيرة معتقداته. من هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله البحث عن الأصول التاريخية لثقافة (التشيع) و(الثقافة) التسنّن، وحقيقة صراعها التاريخي. من أجل ذلك عاد المؤلف إلى التاريخ شيئاً بالإكتشاف واقع الفكرة الثقافية لمفاهيم (التسنن) و(التشيع)، الفكرتان اللتان انطلقتا اصطلاحاً منذ أيام (السقيفة) التي حدثت في السنة الحادي عشر من الهجرة، أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن لهذين المصطلحين عمق تاريخي ابتدأه منذ أيام النبي ابراهيم مع اختلاف الأسماء وتوافق المسميات، متواصلاً مع الحقب التاريخية منذ ذلك اليوم، واضعاً في بحثه هذا تعريفات تمكن بها من تمييز كلا الثقافتين السنية والشيعية بحيث أنه تجاوز إلى حد ما تعريف السنة والشيعة. فالتشيع والتسنن (المذهبي) هو غ ير التسنن والتشيع (الثقافي). فمن السهل أن يكون الشخص ذا انتماء شيعي مذهبياً، ولكنه ذا إنتماء ثقافي سني. وبالعكس قد يكون موغلاً في الفكر السني التاريخي ولكنه يبقى ذا ثقافة شيعية. وهنا يشير المؤلف بأن الشيء الذي ظهر من خلال تسلسل البحث هو أن الفئة التي مالت إلى التسنن المذهبي هي التي انطبق في العموم عليها مصطلح (الثقافة السنية). وبالعكس، وجد أن منتمي التشيع التاريخي المذهبي كانوا هن من اختار أن يقف إلى صف (التشيع الثقافي)... كل ذلك لم يكن له من علاقة (بالمذهب) مع أن المذهب، وكما كتبه أولئك الثقافيين قد وضع بالشكل المتناسب مع الحالة الثقافية سواء أكان ذلك على مستوى الحكم أم على مستوى السيطرة، فقد كانت هنالك محطات لكلا الثقافتين ابتدأت من محطة (البداوة مقابل الابراهيمية) أو التوحيدية التي كانت ضمن تاريخ ابراهيم الخليل، ثم سار التطور لكي تدخل في فترة العرب البائدة وهكذا إلى أن تميزت القدرة الثقافية لكلا الفريقين في عام السقيفة التي جعلت المنعطف المهم في التمييز بين الفئتين اللتين تصارعتا بشكل دموي وبشكل حاد؛ كل يريد انتزاع من الاخر حتى أنهم كان لهم في أن يستعملوا كل أدوات الصراع في المواجهة، مثل استعمال سلاح الدين وسلاح الربوبية وسلاح السيف وسلاح (الحديث) وسلاح (السنة) والتي كانت بمجملها أسلحة فعّالة كبرى في مسيرة كلا الثقافتين هذا والتي كانت بمجملها أسلحة فعّالة كبرى في مسيرة كلا الثقافتين... هذا التوسع في الأسلحة الفكرية هو الذي حدد أطر الثقافتين وجعلها في الموضع الذي وصل مسلمو القرن الواحد والعشرين إليه إلى حد دخول عامل الإرهاب والسفية الجهادية على الخط بشكل حادّ وفعّال. وإلى هذا... فالكتاب وكما يراه المؤلف، محاولة أولية لقراءة ثقافية أملا منه في أن يعيش المسلم في عالمه اليوم وهو في درجة من التمييز عما هو كائن عليه فيما لو كان طائفياً أم ثقافياً أم مذهبياً أن إنسانياً إقرأ المزيد