تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة الناشر:في أقل من سنة واحدة، دارت صديقتي هدى شديد دورة كاملة في حياتها، من أقاصي الصدمة بإصابتها بمرض السرطان في الجهاز الهضمي، إلى مراحل العلاج الكيميائي، والعلاج بالأشعة، والأدوية، والجراحة، ومن ثم العلاج الكيميائي مجدَّداً، وصولاً إلى الشفاء.
وبين هذين الحدَّين، اختبرت هدى كل أنواع المشاعر التي تضرب مريض السرطان كقدر ...لا مفرَّ منه، من اليأس ومعاتبة الله تعالى، إلى الحزن والإنكفاء، ومن الأوجاع الرهيبة وآلام العلاج، إلى مراحل الهدنة والأمل.
ومن المخاوف من تداعيات المرض إلى الشعور بالقوَّة والتحدي، عاشت هدى في داخل الدوامة، وكانت هذه المرة هي الضحية، بعدما اختبرت الدوامة نفسها قبل عشرين سنة مع حبيبها وزوجها الذي غلبه السرطان باكراً.
لكن في محصلة هذا التخبط، كان الشعور بالإنتفاض هو الأقوى، والأمل هو عنوان المعركة ومحرِّكها، فهدى التي لم تعش حياة سهلة في أيِّ من مراحلها، عجنتها سقطات الحياة ومعارجها الداكنة، وقسَّت دفاعاتها، وجعلتها محاربة شرسة...
فالسرطان بإجماع أهل العلم مرض يحتاج إلى التفاؤل في مواجهته، والمعنويات العالية، والإحاطة بالمحبة والرعاية والإتكال على الله عزّ وجلّ من الأهل والأصدقاء...
هذه الإحاطة لم تغب عن هدى، وهي المحبوبة في أوساط الكثيرين من أهل الإعلام والسياسة، لا بل إن حب الأصدقاء والتفاهم حولها، كانا بلا شك، حجز الزاوية في هذه المعركة التي أفضت إلى الإنتصار.
هذا الكتاب - الشهادة هو رسالة قبل أيِّ شيء آخر، وكان لديَّ حدسي وإقتناعي من البداية، بأنَّ هذه الشهادة ستروي قصة إنتصار، إضافة إلى دور تدوين المشاعر وأحداث المرض والعلاج الذي كانت هدى تقوم به، في مساعدتها على التعبير عن كل حالاتها، وما كان بمثابة صليب بالنسبة إليها حملته بشجاعة وإن بألم.
"رفيق شلالا" إقرأ المزيد