نزيه خاطر (1930 - 2014) ؛ جمهورية الأعداء
(0)    
المرتبة: 103,398
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة الناشر:قرأتُ كتابكِ عن نزيه شربةَ ماء فترغرغتْ في مخيلتي صورُه الكثيرة ناقداً وصديقاً، وعبْره صورُ مدينةِ أحبَّها ولاّدةً بملايين الأرحام، نصُّكِ الروائيّ/ السِيَريّ مشوِّقٌ يستعيد إنساناً وهواجسه في الكتابة والمرأة والترحال بعينيه كما بعيون من عرفه أو لم يعرفه إلا مقدار ما سَمَحَ.
وكنتِ من المقربين وشئتِ أن تنبشي ما ظلَّ ...خبيئاً من صديقك وزميلك في النهار والحسناء. شعرتُ مع تقدم قراءتي كم من الممتع والعسير القبضُ على رجُلٍ زئبقيّ الأحوال، واسع القدرة على الكشف كما على الإخفاء، لكأنه عملَ دوماً على إخفاء الأثر، رأياً أو فعلاً، حتى وهو يكتب عن معرض أو مسرحية، ما دفع ببول شاوول إلى القول أن نزيه "يكتب بممحاة".
ولنتصارح عزيزتي، كم شاقٌّ أن تدوّني سيرةً في شرقٍ لا يتسامح مع الحياة نفسها بإعتبارها فانيةً وجسراً نحو الحياة الحق محمَّلاً بالسؤ والذنوب، فكيف والسيرةُ سيرةُ نزيه؟ لكنك شئتها تحيةً لـ"شيخ النقاد" ومصطفيه الأشاوس من روّاد الحركة الفنية على مدى عقود، كما ولـ"جمهوريةِ أعدائه" التي ترأّسَ ممَن انتقدَ أو اهملَ نتاجَهم الفني.
اليوم قرأتُ فصلكِ الأخير وقصةَ حبّ بدرا لنزيه، المرأة التي باحت بأريحيةٍ وكرَمٍ عاشقةٍ باسلة، وتمنيتُ لو بإستطاعة كِتاب ضد النسيان ككتابك أن يتناسل كتبَ سيرةِ رجالٍ يشبهونه وعاشقات يشبهنها، وأن تردَّ الكتبُ عن مدينتنا ألزهايمر السوق المعَوْلمة، وعن أهلها شبحَ فتنةٍ تُطلّ بشهوةِ ديّانٍ يومَ الحشر.
إلا سَلِمتْ يدُكِ، نادين، وحاسوبُكِ اليراعُ وبيروتُكِ دائمةُ الحياة بمَن غادرَ ومَن بقي.
جوزيف عيساوي إقرأ المزيد