اللغة العالمة في الحضارة العربية الإسلامية الأندلس
(0)    
المرتبة: 162,489
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:هذا الكتاب
عرف التاريخ المعاصر اتجاهاً اصطبغ به راهن البشرية طغت عليه الروح العلمية، من خلال
ثلاثة مظاهر ثورية: ثورة في تكنولوجيا الطاقات المتجددة والاتصال البصري والاستشعار عن
بعد، وثورة أخرى في مجال البيولوجيا الجزيئية وما أحدثته من ضجة في فك الشفرات الوراثية،
وأيضاً ثورة ثالثة في مجال الدراسات اللسانية عن طريق تقنية الذكاء ...الصناعي واللسانيات
الحاسوبية والبرمجيات الرقمية المتعلقة بالأوامر الصوتية، حيث احتلت اللسانيات المعاصرة
قطب الرحى في مجال العلوم الإنسانية، فصار موكلاً لها – أي اللسانيات – واجب التأسيس
للمعرفة الإنسانية، تأصيلاً ومنهاجاً وممارسة؛ فتحولت اللغة في ذاتها أداة للتوسل والاجتراح .
وموضوعاً للبحث والمدارسة.
فأين موقع اللغة العربية من كل هذا الزخم المعرفة والتراكم الإنتاجي التقني، ونحن على علم
بالعلاقة الوطيدة بين اللغة كوعاء للفكر يحوي محمولاته، وكأداة تبليغية لمقولاته، زيادة على أن
اللغة تتصل اتصالاً وثيقاً بمسألة الهوية والشخصية لأية أمة، خاصة إذا وضعنا في الحسبان
الحديث المركز في العشرية الأخيرة من القرن المنصرم وبداية هذه الألفية الجديدة، حول مسألة
التعدد اللهجي والتعدد اللغوي في مواجهة الأحادية القطبية اللغوية وعلاقة هذا كله بالهيمنة
الثقافية والحضارية للغة الأنجلوساكسونية المتسابقة مع اللغات الأوروبية من أجل الاستحواذ على
مناطق المجال الحيوي المتعلق بتسويق المنتوج الثقافي عبر القناة اللغوية إلى الدول الخاضعة
لهيمنة الآخر من خلال قبول لغته التي هي صورة من صور الغلبة الثقافية والحضارية، وما في
ذلك من ادعاء بأن ماعدا فئة اللغات الأوروبية والأنجلوساكسونية من اللغات البشرية الأخرى لا
يمكنها أن تكون لغة العلم والتكنولوجيا، مع اتهام بعضها مثلما هو الحال بالنسبة للغة العربية
التي توصف بأنها لغة عنف وصدام لأنها لغة أنتجها الانفعال المتفجر والعاطفة الدافقة، وليس
العقل المتزن ولقد قال غاستون باشلار : «فلكي يجد المرء آذانا صاغية داخل المدنية العلمية،
ينبغي أن يتكلم لغة العلوم ، إقرأ المزيد