تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لبست الخلافة في عهد الدولة الأموية مظهر الملك وأبهته، واستشعرت سطوة الحكم وعظمته؛ فبعد أن كان الخلفاء الراشدون للناس كافة لا يمنعهم دون الخليفة حجاب، ولا يصدهم عنه باب وجد في العهد الأموي الحجاب والمقاصير في المساجد الجامعة، وبعد أن كان "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه يقول على ...منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم فيّ إعوجاجاً فليقوّمه".. قال عبد الملك بن مروان في خطبته بعد قتل الزبير: ولا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه.
وبعد أن كان الخليفة يختلط بالناس كأحدهم في الأسواق والمجامع يأمر وينهي، ويربي ويؤدب رأينا الوليد بن عبد الملك تًصرف له الناس من المسجد النبوي حينما أراد مشاهدته وأثر الصناعة فيه، وكادوا يصرفون سعيد بن المسيب شيخ الفقهاء بالمدينة لولا جلال سنه وإحترام الأمير عمر بن العزيز له...
وبعد أن كان الخلفاء بعيدين عن مظاهر الترف يجتزئ أحدهم بأقل ما يجتزئ به الضعفاء من رعيتهم، ويتمنى بعد ذلك أن يخرج من الدنيا كفافاً لا عليه ولا له؛ صرنا نرى بني مروان قد انغمسوا في الترف، فاختيرت لهم الألوان وتبسطوا بما لذّ وطاب، فسمعوا الأغاني من القيان... وبعد أن كانت الخلفاء تختار من بيوت متعددة؛ رأينا الخلافة في هذه الدولة قد انحصرت في بيت واحد، يختار كل خليفة منهم وليّ عهده من أهل بيته، إما ابنه أو أخاه، أو ابن عمه شأن الملك العقيم.
وبعد أن كانت الأمة تساس بوازع الدين وأثره في النفس، رأيناها تساس بقوة البطش وبحدّ السيف، حتى كان عبد الملك يقول للناس: تطلبون منا أن نسير فيكم بسيرة الشيخين أبي بكر وعمر، أو تسيرون أنتم بسيرة الناس في عهد أبي بكر وعمر؟ فكأنه يعتذر لهم عن قسوته في معاملتهم بأنهم هم الذين حملوه على ذلك، بما ظهر فيهم من بدع الأخلاق وكما تمثل يزيد بن معاوية حينما جاءه الخبر بخلع أهل المدينة له: هم بدّلوا الحكم الذي في سجيتي فبدلت قومي غلظة بليان، وإذا كنا على رأي من يقول: إن الأمة هي التي تخلق ملوكها (وهو قول حق)، ظهر لنا صدق عبد الملك ويزيد فيما قالاه.
وعلى الجملة، فإن مظاهر الملك قد ظهرت على هذه الدولة من أول وجودها كما أن الترف قد لحقها في آخر أمرها نتيجة طبيعية لإنحصار الخلافة في بيت واحد...
هكذا يبين محمد بك خضري في هذه المحاضرة المظهر العام للدولة الأموية، والأسباب التي أدت إلى سقوطها، وقد سبق أن تحدث في بداية محاضراته حول الدولة الأموية الفترة التي سبقت ذلك بما اشتمل عن المناخات والظروف التي أدت إلى أن تؤول الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان.
تحدث المحاضر أولاً حول الفتوح في بلاد الروم وفتح حمص وبيت المقدس منتقلاً من ثم إلى فترة الخلافة العمرية وسماتها من حيث القضاء في عهد عمر رضي الله عنه وسيرته في أعماله، ومعاملته للرعية وعفته عن مال المسلمين بما يعني أخلاقه وسياسته، وما رافق فترة خلافته من أحداث أدت في النهاية إلى مقتله، متبعاً تلك المحاضرة بأخرى حول ولاية عثمان بن عفان رضي الله عنه وأيضاً شخصيته كخليفة للمسلمين والأحداث التي مرت في عهده: الفتوحات، وما شهدته الدولة الإسلامية من توسع، مبيناً النزاعات والخصومات التي أدت في النهاية إلى مقتله مبيناً الأسباب وراء ذلك.
وليلي ذلك محاضرة حول خلافة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه مقدماً ترجمة له وكيفية إنتخابه وأول خطبة له، وما تلا ذلك من إضطرابات حفلت بها فترة ولايته (وقعة الجمل، صفين، عقد التحكيم ونتائجه) مخصصاً المحاضرة التي تلتها للحديث عن مقتل علي رضي الله عنه وليبين صفاته وأخلاقه وليتحدث من ثم عن الحسن بن علي رضي الله عنه.
وليعطي من ثم لمحة موسعة عن مدينة الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين (الخلافة، القضاء، قيادة الجيوش، الخراج وجبايته، الصدقات، العشور النقود، الحج، الصلاة، العلم والتعليم)، ولينتقل بعد ذلك إلى التأريخ للعهد الأموي منذ تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة وتحويلها إلى ملكية بما يشمل الحديث عن معاوية سيرته الذاتية طريق إنتخابه، حال الأمة عند إستلامه مهام الحكم... ولتشمل باقي المحاضرات التأريخ لمن تعاقب على الحكم من الأمويين بما يشمل سيرهم الذاتية وأخلاقهم والمناخات التي كانت سائدة في فترة حكم كل منهم وصولاً إلى سقوط الدولة الأموية وأسباب سقوطها. إقرأ المزيد