الدولة الحديثة المسلمة ؛ دعائمها ووظائفها
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:جاء الإسلام بتنظيم شامل لأمور الدين والدنيا معاً، وليس هناك من شك في أن النظام الذي أقامه الرسول صلى الله عليه وسلم وتبعه المسلمون من بعده هو نظام ديني سياسي معاً وهو نظام العقيدة والشريعة؛ ولم يعرف المسلمون الأوائل التفريق بين السياسة والدين؛ بل جعلوا السياسة منخرطة ضمن تعاليم ...الدين.
وقد بين القرآن الكريم أركان الحكم، كوجوب الحكم بالعدل على ولاة الأمر، ووجوب الطاعة على الرعية والإلتزام بالمرجعية العليا في ما يختلف فيه الرعية مع حكامهم.
وإلى هذا، فإن السياسة حين ترتبط بالدين تعني العدل في الرعية والقسمة بالسوية وبالجملة فإن السلطات السياسية الشرعية العادلة والوظائف الحكومية الراشدة، والولايات العامة الصالحة، من أهم المقاصد الكفائية التي تتحقق بها مقاصد الشارع، وتحفظ بها مصالح الخلق على الوجه الأكمل، وبدون هذا النوع من المقاصد العامة، تهدر أغلب المقاصد الشرعية وتضيع معظم المقاصد الإنسانية.
وإن تجريد السياسة من الدين يعني تجريدها من بواعث الخير وروادع الشر، تجريدها من عوامل البر والتقوى وتركها لدواعي الإثم والعدوان، وربط السياسة بالدين يعطي الدولة قدرة على تجنيد "الطاقة الإيمائية" أو "الطاقة الروحية" في خدمة المجتمع وتوجيه سياسته الداخلية إلى الرشد لا الغي وإلى الإستقامة لا إلى الإنحراف، وإلى الطهارة لا إلى التلوث بالحرام.
هذا ومافتئ العلماء المسلمون يؤكدون من قديم على ضرورة التلاحم بين الدين والسلطات كما قال الإمام الغزالي: الدين والسلطان توأمان، الدين أسّ والسلطان حارس، وما لا أسّ له فمهدوم، وما لا حارس له فضائع؛ وقد إزدادت أهمية الدولة والسياسة والحكم بشكل كبير في العصر الحاضر، بحيث ما عاد هناك شيء إلا وللدولة تدخل فيه.
من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي يمثل محاولة جادة للإستجابة للتغيرات الكبرى التي تمرّ بها الشعوب العربية مع إندلاع ثورات الربيع العربي، فالشعوب لديها مطالب وتسعى لتحقق أهدافها ومبادئ أعلنتها، كالحرية والعدالة المساواة والشورى... بهدف بناء دولة إسلامية حديثة.
والكتاب كذلك يتحدث عن الدولة الحديثة دعائمها ووظائفها برؤية إسلامية، مستحضراً فكر الدولة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتوجيهات القرآنية، ويجد القارئ في هذا الكتاب دراسة عن مفهوم الدولة ونشأة الدولة الإسلامية، وعن المراحل التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم للوصول للدولة منذ المرحلة السرية، ودار الأرقم ابن أبي الأرقم، وأثر شخصيته صلى الله عليه وسلم في صناعة القادة والمادة الدراسية التي اعتمدها في تربية الأفراد، ومرحلة الإعداد والبناء، وإنتشار الدعوة في بطون قريش، وعن فقه النبي صلى الله عليه وسلم في التعاون مع السنن، كسنّة التدرج، وتغيير النفوس والإبتلاء والتمكين، والأخذ بالأسباب، وعن حركة الطواف على القبائل طلباً للنصرة، وبيعة العقبة الأولى والثانية والهجرة إلى المدينة.
بالإضافة إلى ذلك تتحدث هذه الدراسة عن دعائم الدولة في المدينة، كبناء المسجد، والدستور، وحركة السرايا، وسنة التدافع، والإهتمام بالأمن والتخطيط والإدارة والإقتصاد، والإعلام، والبناء التربوي والعلمي، والقانون والسلطة القضائية، والسلطة التشريعية والتنفيذية والمفاوضات السياسية والعلاقات الخارجية، وسياسة كسب الأعداء، والحديث عن الدعائم بما يتضمن بين الأصالة والمعاصرة وبين الماضي والحاضر، ثم شرح وظائف الدولة والإهتمام بالمواطن وتقديم الخدمات له والإهتمام بالمرأة والأسرة والطفولة والشباب، ورعاية الفئات الخاصة...
وهكذا فإن هذا الكتاب يأتي ضمن مجموعة من الدراسات الفكرية والثقافية التي تحاول أن تساهم في المشروع النهضوي الحضاري للأمة الإسلامية. إقرأ المزيد