تاريخ النشر: 27/05/2015
الناشر: منشورات الحلبي الحقوقية
نبذة نيل وفرات:للتقدم العلمي والتطور الحضاري الذي شهدته البشرية أثر جليّ في تحول قواعد القانون الدولي من قواعد تعنى حصراً بحفظ السلام والأمن إلى أخرى تهتم برفاهية الشعوب وتعالج قضايا تواكب الوقائع والتطورات العلمية والتقنية المتنامية. استوجب هذا التحول التركيز من جيديد على المبادئ القانونية العامة التي أكّدت على ضرورة ...الالتزام بها معظم التشريعات الدولية، نظراً لأهميتها الكبرى في بناء أسس العدالة المحلية والدولية وتوجيهها للنظام القانوني من حيث تطبيقه وتنميته واستنادها على المنطق والعقل والحدس وطبيعة الأشياء.
من بين هذه المبادئ القانونية العامة حسن الجوار، حسن النية، عدم التعسف في استعمال الحق، احترام الحقوق المكتسبة، المساواة أمام الجميع، مبدأ لا جريمة ولا عقوبة بلا نص، ومبدأ التعاون الدولي هو موضوع هذا الكتاب. حيث تتماثل هذه المبادئ القانونية العامة مع القيم والمثل العليا التي أوصي بها الإنسان بحق أخيه الإنسان.
نتيجة لذلك، تنامى الاهتمام بمبدأ "التعاون الدولي"، خاصة إثر تطور المجتمع الدولي وازدياد الحاجة إلى توثيق العلاقات بين أشخاص القانون العام وضرورة إرسائها على أسس ومبادئ الحق والعدل والإنصاف والمساواة. كما ساهمت ظاهرة العولمة المتأتية من التقدم العلمي والتكنولوجي في زيادة الاهتمام بهذا المبدأ. بات من الملحوظ تشديد القواعد القانونية الدولية على ضرورة الالتزام بالتعاون الدولي ولزوم الافادة منه، بغية تحقيق السلم والأمن الدوليين.
بناءاً عليه وضعت المؤلفة الكتاب، بقصد إبراز قيمة الالتزام بمبدأ التعاون الدولي كأسلوب وقائي وعلاجي لكافة القضايا الدولية، وإظهار أهميته كآلية فعالة لتحقيق الأمن والسّلم الدوليين للأجيال واستنتاجات مرجعاً قانونياً علمياً يستفيد منه أصحاب القرار عند اتخاذهم للقرارات الدولية، ومنهلاً قانونياً وفيراً وميسراً للمهتمين بالقانون الدولي، برجاء تحويل "الفرصة" بالتعاون الدولي إلى "استراتيجية" يستفاد منها كلما توافرت فرصة للدول والمنظمات الاقليمية والدولية للتعاون معاً من أجل تحقيق أفضل المنافع المتبادلة للجميع، مهما كان نوعها. إقرأ المزيد