تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: دار الجديد
نبذة نيل وفرات:جمهوريتان عاشهما لبنان الأولى تفتحت في ظل الوصاية الدولية المتمثلة بالتفرد الفرنسي وجمهورية باسم "الطائف" تفتحت في ظل الوصاية العربية المتمثلة واقعياً بالتفرد السوري. فجمهورية أولى وحدت اللبنانيين بالنضال على وعد بالمساواة، فانتزعت استقلالاً، فرقتهم بمكابرة الفَيْنَقَة وتيه الانعزال وممارسة الهيمنة فماتت وأخذت الاستقلال معها، وجمهورية حسمت على وعد ...بالاستقلال، في تثبيت الهوية وترسيخ الانفتاح وإلغاء الهيمنة، فانقلبت بالممارسة إلى هيمنة جديدة معكوسة وأضاعت ما وعدت به. جمهورية بلا اسم ولا كنية، (يسميها البعض "ثاني")، محتواها الفعلي اليوم هيمنة مستبدلة وسيادة منتقصة واستقلال شبه ضائع.
قصة جمهورية، الأولى سياسياً، والثانية دستورياً، هي موضوع هذا الكتاب، يرويها السياسي اللبنانية ألبير منصور. من موقع الناقل يحكي ولادتها ومن موقع المعايشة يحكي نهوضها، ومن موقع الشاهد يروي موتها وولادتها التي تليها. وكتابة الأحداث تفرض حسن قراءتها، والكاتب يقرأ الأحداث من نوافذ موقعه، شهد بعضها عن قرب وبعضها عن بعد، قراءته لهذه الأحداث هي محاولة هي أقرب ما استطاع إلى واقع أمرها، أنها قراءته للأحداث وليست الأحداث بذاتها، ومن حيث أن الكتابة تعريف بالشيء، حاول الكاتب التعريف بالجمهورية الأولى من منطلق ركائزها الثلاث: الوطن والدولة والحكم، ومن زوايا بناء هذه الركائن وتهديمها وصولاً إلى انهيارها وموتها وإلى التساؤل الصعب عن مصير الوطن ومستقبله.
أما من حيث أن الكتابة موقف سياسي فقراءته للأحداث إدانة للعصر الإسرائيلي الذي رافق موت الجمهورية الأولى وساهم في تهديمها بعد أن اجتاحت إسرائيل لبنان وعممت حالتها فيه، كما أنها شهادة للعروبة وللوطنية اللبنانية وتمسكاً بهما أصالتين لازمتين متكاملتين: شهادة للوطن النهائي السيد المستقل وشهادة للانتماء العربي الحر. إقرأ المزيد