مفهوم التأويل في القرآن الكريم ؛ دراسة مصطلحية
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: مركز الدراسات القرآنية - الرابطة المحمدية للعلماء
نبذة الناشر:سجلت أولى مراحل تعامل علماء الأمة مع القرآن الكريم، اهتماماً خاصاً بالألفاظ والمفردات القرآنية، وتعددت مظاهر هذا الاهتمام درساً وتحليلاً.. كما اتسعت عناية القدماء والمحدثين بالمصطلح القرآني، لتشمل تأصيل مفهومه، والكشف عن معانيه، وبيان الفروق والعلائق، ورصد أصوله الدلالي، وامتداداته المفهومية، وتصحيح الفهوم الخاطئة لآية ودلالات ألفاظها.. وخصّصوا لذلك أبواباً ...ومباحث بعينها، نجدها مائلة في كتب اللغة، وأصول الفقه، وكتب الغريب، وكتب معاني القرآن، ومعاجم الألفاظ القرآنية، والوجوه والنظائر، والتفسير..
ويعد مصطلح التأويل، من المصطلحات القرآنية التي تجاذبتها العقول وتعاورتها الأقلام في حقول معرفية عديدة، وفي مقدمة أهل الاهتمام، علماء الأصول، والفقهاء، وأهل الحديث، وأهل اللغة، والصوفية، والفلاسفة والمتكلمين.. وما ذلك إلا لأن التأويل من المداخل الأساسية لاستئناف حركة الأمة في الاجتهاد والتجديد؛ والفهم والتنزيل، وهو ما يقتضي بذل الجهد المطلوب لفهم أسسه ومقاصده، والإفادة منه بما ينسجم ومقومات التصور الإسلامي المعرفية، وخصوصية القرآن الكريم، من حيث مصدريته الإلهية العلوية، ومرجعيته الحاكمة، وروحه الناظمة.. كل ذلك بما لا يتعارض مع مقاصد الإسلام الكلية ومنظومة قيمه القرآنية..
وقد نسلك انسلك المشتغلون بعلوم القرآن في هذا المقصد، فأثبتوا معاني متعددة لمصطلح التأويل، في مقابل التفسير.
ويعد كتاب "مفهوم التأويل في القرآن الكريم: دراسة مصطلحية" للأستاذة الدكتورة فريدة زمرد؛ عضو المكتب التنفيذي للرابطة المحمدية للعلماء، امتداد لهذا الاهتمام المبارك ببيان مصطلحات هذا الكتاب الكريم.
فبعد صدور الكتاب في طبعته الأولى سنة 2001، والثانية سنة 2005، وتلقف الباحثين والدارسين له، عكفت مؤلفته على تنقيحه وتعميقه، حاصرة دراستها للمفهوم على نص القرآن الكريم، دون الحديث الشريف مع الإبقاء على نصوص الحديث مضمنة في دراسة النص القرآني باعتبارها بياناً له..
وإن أهم ما يميز هذا البحث في طبعته الجديدة المنقحة والمزيدة، أنه قدم نموذجاً للبحث في الدراسة المصطلحية للمصطلح القرآني، داخل النص وخارجه، مع الالتزام بالمنهج المرسوم لذلك، حيث اجتهدت الدكتورة فريدة زمرد في تحديد مفهوم التأويل في القرآن الكريم، من خلال دراسة كافة الآيات التي ورد فيها اللفظ، وتحليلها في ضوء معطيات تحليل النصوص، والآليات التي تعين على ذلك، من اعتبار السياقات، سواء الدلالية أو التداولية وغير ذلك من الأمور، وأيضاً عبر تتبع كل ما يمت بصلة إلى هذا المصطلح من ضمائم، وعلاقات واشتقاقات وقضايا، وفي مقدمتها: قضية المحكم والمتشابه، والتي وردت في آية سورة آل عمران، سالفة الذكر، وشفعت ذلك بدراسة قضية علاقة التفسير بالتأويل؛ وهي قضية جوهرية محورية؛ لأن خاصية انفتاح القرآن الكريم على التأويل تعد الإطار المرجعي لتأسيس المعرفة وبناء المنهج، واستنطاق تفاعلية الوحي مع الكون، والتجسير بين النص والواقع.. المسعفة في بناء الرؤية القرآنية الكونية.
أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء إقرأ المزيد