تاريخ النشر: 04/10/2016
الناشر: دار النور المبين للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:فن التراجم فنّ قديم ، شرع فيه أهل العلم مبكراً فيما دوّنوه بإسم " التاريخ " و " الطبقات " ، وأولاده المحدثون منهم عناية خاصة ، لما له من أثر بارز في معرفة أعيان الرواة أو تجهليلهم ، وفي جرح المعروفين منهم أو تعديلهم . ثم تعدّدت وجوه ...التصنيف في تراجم أعيان الأمة وأعلامها وتنوعت ، فألف بعض أهل العلم في التراجم عامة ، ومنهم من رتبها على السنوات ، ومنهم من رتبها على الطبقات ، ومنهم من رتبها على الأسماء ، واقتصر بعضهم على تراجم الصحابة ، أو المحدثين ، أو المفسرين ، أو الفقهاء عامة ، أو فقهاء مذهب بعينه ، أو القضاة ، أو النحاة ، أو الأدباء ، أو الشعراء ، أو علماء أهل بلد بعينه .. إلى غير ذلك من وجوه التصنيف والترتيب . وفي القرن المنصرم نهض العلاّمة الكبير المتفنن الإمام محمد زاهد بن الحسن الكوثري إلى ترجمة جماعة من أعيان مذهب الإمام أبي حنيفة ، مفرداً ترجمة كل واحد منهم في كتاب ، وهي على ترتيبها : 1- " بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني " ( وهذا الكتاب الذي ضمه هذا المؤلف في جزئه الأول محققاً ) . 2- " حسن التقاضي في سيرة الإمام أبي يوسف القاضي " ( وهو الكتاب التي ضمه هذا المؤلف في جزئه الأول محققاً ) . 3- " لمحات النظر في سيرة الإمام " زفر " ( وهو الكتاب الذي ضمه هذا المؤلف في جزئه الثاني محققاً ) . 4- " الماوي في سيرة الإمام أبي جعفر الطحاوي " ( وهو الكتاب الذي ضمه هذا المؤلف في جزئه الثاني محققاً ) . 5- " الإمتاع بسيرة الإمامين الحسن بن زياد وصاحبه محمد بن شجاع " ( وهو الكتاب الذي ضمه هذا المؤلف في جزئه الثاني محققاً ) . هذا وقد اجتمعت في هذه الكتب الخمسة ميزات ، جعلتها تنال مكانة مرموقة بين الباحثين المعاصرين ، ومن أهمها : 1- أنها الأولى تصنيفاً في بابها ، إذ لم تفرد تراجم أئمة المذهب الحنفي قبلها في رسالة أو كتاب ، وأن لها أثراً ظاهراً فيما أفرد بعدهما في تراجم الأئمة المذكورين ، من رسائل أكاديمية وأطروحات جامعية وغيرها . 3- أن مؤلفها لم يقتصر فيها على إيراد المعلومات التاريخية المعهودة في الترجمة ؛ بل توسع إلى الكلام في مسائل علمية مهمة ، مع ربطها بعناصر الترجمة ونثرها فيها ، فأضفى على هذه الكتب صفحة علمية زيادة على صبغتها التاريخية ، وأخرجها عن جفاف المادة التاريخية إلى حيوية المادة العلمية ، فيرى القارىء فيها دقة الفقهاء ، ونقد المحدثين ، وعمق الأصوليين ، وحزم المتكلمين ، وأدب السالكين . 4- استقر المؤلف فيها أموراً كثيرة لا يجدها القارىء والباحث عند غيره ؛ كما فعل في شيوخ المترجمين وتلاميذهم ، نذكر على سبيل المثال في كتابه " حسن التقاضي " مئة وستة شيوخ للإمام أبي يوسف ، ومئة تلميذ وتلميذين له ، وذكر في كتابه " بلوغ الأماني " سبعين شيخاً للإمام محمد ، وأربعين تلميذاً له ، وهذه الأعداد هي أضعاف ما يذكر في كتب التراجم من شيوخ الأئمة المذكورين وتلامذتهم . أما بالنسبة لمنهج الكوثري فيمكن القول بأنه : 1- تبع منهج الإيجاز والإختصار ، وعلى سبيل المثال يدل عليه قوله في مقدمة " حسن التقاضي " : " فهذه رسالة سجل فيها ما يَحسُن جهله من سيرة هذا الإمام العظيم أبي يوسف " . وقوله في مقدمة " بلوغ الأماني " : " وقد جمعت في هذه الأوراق ما يسهل نقله ، ولا يحسن جهله ، من سيرة ذلك الإمام الجليل " . 2- الإعتماد على الروايات المقبولة دون الروايات المبكرة والواهية والمكذوبة . 3- التوسع في المصادر مع حسن الإنتقاء والترتيب والتحليل . 4- تقسيم كل كتاب منها إلى أبواب أو فصول معنونة بعناوين فرعية ، من غير تصريح بلفظة " باب " أو " فصل " . 5- الحرص على تدوين الحقائق الثابتة ، على ما تقتصيه قواعد البحث العلمي بموضوعية وتجرد . 6- إنصاف المخالف وعدم التعصب للموافق . أما بالنسبة لعمل المحقق فقد جاء على النحو التالي : 1- اعتماده في إخراج هذين الكتابين على طبعاتهما الصادرة في حياة مؤلفها . 2- ضبط النص وتفقيره وترقيمه . 3- توثيق نقول المؤلف ومقابلتها على أصولها . 4- التعريف بالأعلام غير المشاهير الوارد ذكرهم في الكتاب ، وفيهم شيوخ أبي يوسف وتلاميذه . 5- التعليق العلمي على النص بما يخدم مقاصده . 6- تخريج الروايات والأخبار وتفسير الغريب وتوضيح المشكل . 7- جعل لكل كتاب من هذه الكتب : ترقيماً مستقلاً في صفحاته من الآخر ، ليبقى لكل واحد منها إستقلاليته عن الآخر . 8- صنع لكل من الكتب في آخرها فهارس تفصيلية : للآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة ، والأعلام ، والكتب ، والأشعار . 9- إلحاقها بثلاثة ملاحق متمم لمقاصدها وهي : الملحق الأول : في نقل كلام القرتبي في مسألة قتل المسلم بالكافر . الملحق الثاني : في الأخبار المنقولة بين ابن يوسف والكسائي . الملحق الثالث : بحث المناظرات المروية بين الإمامين : محمد بن الحسن الشيباني ومحمد بن إدريس الشافعي . إقرأ المزيد