تاريخ النشر: 12/01/2015
الناشر: منشورات ضفاف، منشورات الاختلاف
نبذة نيل وفرات:بين البريد العاجل والبريد الإلكتروني، يتروى بطل رواية خليل صويلح "بريد عاجل" (منشورات ضفاف / منشورات الإختلاف 2015) في متاهة الضياع ويمثل حالة من عدم الإنتماء ربما كانت تنسحب على جيل بكامله، هو جيل الثمانينيات، يعيش في الحاضر وينفصم عنه، وفي نفس الوقت لا يستطيع الإنتماء إلى المستقبل والتعامل ...مع مفرداته، أهي أزمة هوية وطنية أراد خليل صويلح طرحها في روايته، أم محاولة لاستعادة توازن مفقود في عالم الواقع بحسب الراوي الأربعيني الموظف في إحدى جرائد العاصمة، نراه يصطف في طابور لدفع فاتورة "الموبايل" ، بدت له مصادقة سعيدة أن تقد أمامه فتاة بعطرها النفاذ ووجهها الملائكي سوف يلتقط رقمها على عجل، ثم يعود إلى عمله في صالة الأرشيف مع زميلته المطلقة ريم. وعند هذه البداية ينتظم بناء الرواية بين زمن كتابتها، وبين يفاعة الراوي في بلده، وعهده بالجامعة في العاصمة وعمله.
وفي الرواية، يسرد البطل حياته الرتيبة بين رفوف المكتبة والمخطوطات والكتب القديمة "وعلى رغم تذمري من العمل في الأرشيف، إثر عقوبة مسلكية، تم نقلي بسببها من قسم التحرير إلى هذه الصالة المعتمة، ألا إنني بعد أشهر من العمل، اكتشفت أهمية هذا المكان ...". وهنا يبدأ بالبحث عما كانت تنشره الصحف من أحداث وأخبار ومقالات، رابطاً في الوقت ذاته، بين زمن نشر هذه المواد، وزمنه الشخصي بكل بؤسه وإحباطاته وخيباته، إلى الدرجة التي اعتقد فيها "أنني كائن من كوكب آخر، أو أن البلاد التي توصفها الصحيفة، في المقالات المنشورة، هي جنة عدن، إذ لا يخلو مانشيت من احتفال أو انتصار أو عيد أو مناسبة وطنية تدعو للفخر والإعتزاز بهذا التراب النفيس". والأهم من ذلك أن بعض الصحافيين الذين كانوا يكتبون هذه المواد "هم أنفسهم من هرب خارج البلاد لاحقاً، ليعملوا كخبراء استراتيجيين في شؤون الشرق الأوسط، أو مسؤولين أمنيين، وصرّافي عملة صعبة في السفارة ... بهذا النفس الملتاع يعاين الراوي نفسه ويومه ويسترجع أمسه في مونولوجاته وفلاشاته المتوالية، التي ينتقل فيها من العام إلى الخاص، يصف الواقع بدون موارية أو تورية أو تلميح، ولا يتورع عن ذكر مغامراته وإخفاقاته بجرأة، ما يجعل هذا النص قريباً من الإعترافات والسيرة الذاتية والإنطباعات، وقد غلفها خليل صويلح بقالب سردي يسميه رواية. نبذة الناشر:كانت تسير في شبه غيبوبة، مستسلمة لذراعي، ولم أجد الفرصة المناسبة، كي أعرّفها بنفسي، فسرنا صامتين بضع خطوات، قبل أن أسئلها عن مكان سكنها. أجابت بكلمة واحدة: "نسيت". ثم أضافت يما يشبه الاستجواب: "هل تحب أغنية فيروز طريق النّحل؟".
قلت "طبعاً". وأنا شديد الحرص على ألا أثير رد فعل عاضب لديها، وفي الوقت ذاته، كنت أفكّر كيف ستنتهي هذه الليلة العجائبية بأقل قدر ممكن من الخسائر المتوقعة.
كنا تجاوزنا "ساحة عرنوس". ودخلنا في أول شارع الحمراء الخالي تماماً من المارّة، في مثل هذا الوقت، عدا بعض سيارات الأجرة العابرة، التي كانت تتوقف إلى جانبنا بوصفنا صيداٌ ثميناً. دخلنا في زقاق جانبي، يفضي إلى سوق الخضار في الشعلان. قلت لها وأنا أشير إلى موقع منزلة: "إنني أسكن هنا. في آخر هذا الشارع". إقرأ المزيد