سورية والانتداب الفرنسي 1920 - 1923 (المجلد الثاني)
(0)    
المرتبة: 39,651
تاريخ النشر: 12/11/2014
الناشر: مؤسسة سعادة للثقافة
نبذة نيل وفرات:بعد أقلّ من شهر على إنتهاء معركة ميسلون وبدء مرحلة تثبيت دعائم الإحتلال الفرنسي بالقوة على سورية، أصدر الدكتور خليل سعاده جريدة "الجريدة" في الخامس من آب سنة 1920 في ميدنة ساكن باولو البرازيل.
في ذلك الزمن العصيب، كان على الدكتور سعاده كداعية لتحرير سورية وإستقلالها التام أن يواجه نتائج ...الإندحار العسكري للقوى السورية وموجة الخنوع أمام المحتل الأجنبي التي سارع إلى ممارستها السياسيون التقليديون في سورية، فقام ينفخ روح العزم والمقاومة والأمل بين السوريين في المهجر متابعاً مسيرة مُناهَضَة الإحتلال الفرنسي دون هوادة.
وقد تم اختيار عنوان هذا المجلد على أساس كون المقالات السياسية التي نشرها الدكتور سعادة في "الجريدة" ما بين 1920 و 1923 تتمحور حول موضوع واحد هو سورية والإنتداب الفرنسي يحلل الدكتور سعادة في هذه المقالات الموقف في سورية وإنتقال مجموعة من المرتزقة السوريين أمثال داوود عمون وحقي العظم وغيرهما كثيرون الذين وصفهم الدكتور سعادة بمن: "انحطّت مداركهم، وعميت أبصارهم ونضبت وطنيتهم وأسلموا أنفسهم للعبودية يقفون بالمباخر أمام هذا الطاغية رافعين قبضاتهم مطأطئين رؤوسهم، محرقين بخورهم، هاتفين بصوت واحد: "المجد لله في العلى ولنورو على الأرض".
رأى الدكتور سعادة أن الهيمنة العسكرية الشرسة قد أسكتت أصوات الأحرار في الوطن فوجب على أحرار المهجر أن يجاهروا بالحق والمطالبة بالإستقلال بعزم أشد وصوت أعلى فأعلن منذ العدد الأول من الجريدة أنه وقف نفسه وقلمه في سبيل إستقلال وطنه وعزته، ويمكن إبراز المحاور الأساسية للمقالات المنشورة في هذا المجلد على الشكل التالي: أولاً: مقاومة وفضح جميع المحاولات الإستعمارية الهادفة إلى شرذمة سورية وتقطيع أوصالها: أكان ذلك عبر بتر لبنان أو عبر إنشاء دول مذهبية ما تبقى من شمال سورية.
وقف الدكتورة سعادة مبكراً في وجه سياسة التقسيم التي اعتمدها غورو وروبير دوكاي، وأعلن صراحة أن مأساة إعلان إستقلال لبنان الكبير في أول أيلول سنة 1920 من المآسي المضحكة والمبكية في آن، واعتبر أمه إستقلال سخريّ قائلاً: إنه "رواية هزلية يعلن الفرنسيين للبنانيين أنهم قد نالوا إستقلالهم ثم يأتون بالعلم الفرنسي ويقولون لهم، "هذا علمكم" لأنه يوجد في الشقة البيضاء من رقعة الراية أرزه لا ترى عن بعد إلا بالتلسكوب – هكذا فعلوا في بعبدا – هكذا فعلوا في بيروت – هكذا يفعلون في كل فصل آخر من هذه الرواية التي تظهر أنه لا نهاية لها"، ثانياً: مقاومة وفضح جميع المتعاونين مع المستعمر لأغراضهم النفعية ومصالحهم الفردية، ثالثاً: تسفيه محاولة المستعمر نزع الحق في تمثيل مصالح الشعب من الأحرار في المهجر، وتسخير رجال الدين في الوطن للطعن في وطنية أحرار المهجر.
استعمل الفرنسيون رجال الدين كواجهة لدعم توجهات سياستهم الإستعمارية فدفعوا كلاًّ من بطركي الموارنة والأرثوذكس إلى الإحتجاج ضد مقررات المؤتمر السوري المنعقد في جنيف، وجاهروا بصداقة السوريين لفرنسا.
اعتبر الدكتور سعادة أن ذلك الإحتجاج لا قيمة سياسية له على الإطلاق قائلاً: "إن إحتجاج البطركين المشار إليهما لا يغني فتيلاً لأن الأول منهما تغنّى بمدح جمال باشا تحت ضغط المجاعة كما يتغنى الآن بمدح غورو تحت ضغط السيوف المسلولة والثاني منهما بايع فيصل على عهد الحكومة السورية الإستقلالية كما يوالي الآن غورو عهد الحكومة الإستبدادية"، رابعاً: الإستمرار بالدعوة إلى مقاومة النهج الإستعماري الفرنسي وما سيؤول إليه.
أكد الدكتور سعادة على أن السياسة الإستعمارية الفرنسية في سورية سوف تؤدي حتماً إلى إنفجار الثورة في وجه المحتلين الذين قسموا سورية إلى دويلات، وغذّوا التطاحن المذهبي إضافة إلى الفساد والقمع والمجازر التي ارتُكِبَتْ بحق السوريين.
وهكذا واصل الدكتور سعادة نهجه الإستقلالي حتى اليوم الأخير من حياته وتحمل بصبر وطول أناة سهام المحتلين الفرنسيين وزبانيتهم، لذا فإن قراءة هذه المقالات اليوم وبعد مرور ما يقارب أكثر من مائة عام على نشرها، تنقل القارئ من أحداث الماضي الأليمة إلى مجريات الأحداث الحالية... التشابه بين الحقبتين كبير جداً؛ لا بل يتطابق في كثير من الأحيان، فالمستعمر هو هو، وسياسة التسلط والنهب الإستعماري وتوجيه النصائح والتحذيرات والتهديد للشعوب متواصلة رغم قبول وجوه الحكام وأسمائهم.
من هنا كانت أهمية إستعادة الأحداث الماضية لتتعلم الشعوب كيف يواجهون الحاضر والمستقبل.نبذة الناشر:في ميسلون، تعمّد الشعب السوري بالنار والدم، وهذه المعمودية المباركة هي أكبر ضامن لحريته لأن من لا يعتمّد بالنار والدم، لا يدخل ملكوت الإستقلال.
في ميسلون، وضعت سوريا الحجر الأول من أساس قصرها الفخم الذي نراه بعين الإيمان، وهناك زرعت شجرة الحرية التي غذّتها بدمها.
في ميسلون، اقتتل عصران لا أمتان، الواحد منهما يضيء بشعشعة السراج المشرف على الإنطفاء، والآخر بنور الشفق الضئيل الذي سوف يصبح ضياءً باهراً يعمّ العالم.
في ميسلون، اقتتل الحق والقوة، والعدل والظلم، والحرية والإستبداد، وجال فيها الباطل جولة كبرى ولكن للباطل جولة ثم يضمحل.
في ميسلون، أتت فرنسا بحجارة الباستيل وأعادت بناءه، وفي ميسلون يجب أن تأخذ سوريا في القرن العشرين وظيفة فرنسا في القرن التاسع عشر. إقرأ المزيد