تاريخ النشر: 12/10/2014
الناشر: دار الغوثاني للدراسات القرآنية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:يعدّ التصنيف في طبقات القرّاء من ضروب الاعتناء بسير أهل العلم الناقلين للقرآن الكريم وتراجمهم، وهو كذلك نوع من التدوين التاريخي المخصوص بطبقة معينة من العلماء، كالتأليف في طبقات المحدثين، أو الفقهاء، أو اللغويين، أو الشعراء، أو القضاة وغيرهم. ولعلّ بواكير ذكر طبقات القراء بدأ من خلال كتب القراءات، إذ ...قلّ كتاب من الكتب المُسْندة في القراءات، إلاّ ويذكر أخبار القراء السبعة ومناقبهم وأحوالهم. ومن أقدم ما ألّف في طبقات القرّاء كتاب "طبقات القرّاء" لخليفة بن خياط العصفري (ت240هـ)، ويشير المحقق بأنه ربما أقدم عنوان وقف عليه ممّن ألف في تاريخ القرّاء. ثم تلاه مؤلفات عدّة، وليأتي كتاب "جامع أسانيد ابن الجزري" ليسهم بنوع خاص من تراجم شيوخ القرّاء، وهو تراجم شيوخ المؤلف وشيوخهم، وبعض معاصريه ومعارفه.. يعطي هذا الكتاب صورة جليّة عن الحياة العلمية في مجال التعلّم والتعليم، وفي بعض الجوانب الاجتماعية، والسياسية التي كانت سائدة في القرن الثامن ومطالع التاسع الهجريّين، ويشير إلى أبرز الأحداث المهمة والمعالم البارزة في البلدان التي دخلها الحافظ ابن الجزري أو انتقل إليها في آسيا الوسطى؛ كتركيا، وأوزبكستان، وأفغانستان وإيران. كما يؤصّل هذا الكتاب للمنهج الصحيح في أخذ العلم وتلقّيه، وكيفية التعلّم عن المشيخة الفضلاء والقرّاء النبلاء، ممن اتصف بالصدق والعدالة، والثقة والأمانة، واتخاذ الأسباب والوسائل المقرّبة لنيل العلم وتعلمه وقراءته.
ويظهر مدى اهتمام أشياخ القرّاء وعلمائها بالإسناد واعتنائهم به، وحرصهم على علّوه بالقرب من أصحاب الكتب المصنّفة في القراءات وغيرها، أو بالقرب من الرسول صلى الله عليه وسلم وقلّة الوساطة في سلسلة رجال سند القراءة. ويلمس الناظر في هذا "الجامع" - أيضاً - أن علماء القراءة كان لديهم شمول في أخذ العلم، إذ يبدو من خلال تراجمهم عنايتهم بعلوم الشريعة على وجه العموم، فقد كان منهم المحدّث والمفسّر اللغوي، والقاضي، وغير ذلك. ومع كون هذا الجامع سجلاً حافلاً لأحداث علمية متعددة، ونعوتٍ وأوقافٍ لعدد من شيوخ ابن الجزري في علم القراءات، أو لأشياخ القراءة الذين عاصرهم ولم يقرأ عليهم، يجد القارئ فيه موهبة المؤرّخ الناقد، الذي لا يُحِرُّ الحَدث على علاّته وأخطائه، بل يبيّن ما فيه من الزلل والخلل والاضطراب. وهذا الضرب من التصنيف سُمي بعلم الفهارس، وقد نبغ فيه علماء المغرب والأندلس، ووضعوا فيه عدّة مؤلفات، مثلما فعل ابن عطيّة الغرناطي (ت541) في "فهرسته"، والقاضي عياض السبتي اليحصبي (ت544هـ) في كتابه "الفُنْيه"، وأبو بكر محمد بن خير الإشبيلي (ت575هـ) في "فهرسة ما رواه عن شيوخه"، وابن غازي المكناسي (ت919) في "فهرسة". وسُمّي كذلك بعلم "المشيخات"، مثل "مشيخة ابن الجوزي، ت597هـ". ويُعرف أيضاً بعلم "البرامج"، وشاع هذا المصطلح لدى أهل الأندلس، مثل "برنامج الوادي آشي" لمحمد بن جابر أبي عبد الله (الأندلسي (ت749). أو بعلم الإثبات جمع ثَبتت، مثل "ثبت الشيخ محمد السَّفَّاريني - ت1188هـ" وغيره.
ويأتي هذا الكتاب "جامع أسانيد ابن الجزري" في عقد هذه السلسلة من هذه التصانيف، ليكون وثيقة هامة باتصال أسانيد القراء وتنوعها، وامتدادها في مساحة واسعة من بلاد المسلمين. ويأتي الكتاب في طبعته محققاً، حيث اعتمد المحقق على نسخة فريدة محفوظة في دار المثتوى اللحفة بالمكتبة السليمانية في إستنبول، ويذكر المحقق بأن الناسخ كان يرسم بعض الكلمات دون إدراك لمعانيها ودلالاتها، مما سبب أخطاء شنيعة في متن الكتاب، الأمر الذي دعاه إلى العود إلى عدد من المصادر التراثية المتنوعة، وتراجم الرجال، والبلدان، ليجبر الكسر، ويصحح الخطأ، فضلاً عن تدارك السقط والنقص الذي وقع في هذه النسخة الوحيدة في تراجم شيوخ ابن الجزري، فقد سقطت تراجم شيوخ ابن الجزري من الشيخ التاسع إلى الشيخ السابع عشر وتراجم شيوخهم أيضاً من الشيخ التاسع والعشرين إلى أثناء الشيخ التاسع والثلاثين، وقد عمد المحقق إلى معالجة هذا الخلل بإعطاء لمحة وجيزة من كل شيخ من الشيوخ المفقودة تراجمهم في الحاشية، بالإضافة إلى تداركه ذلك السقط في بعض الألفاظ والعبارات وأسماء الأعلام، إضافة إلى ذلك قام المحقق بإغناء هذه الطبعة في الحديث حول ثلثي القرآن، والتأليف في تاريخ القراء، وطبقات شيوخ ابن الجزري، وتقديمه دراسة حول جامع أسانيده وتوثيق صحة نسبيته إلى مؤلفه، إضافة إلى إلحاق الكتاب بعدد من الفهارس العامة التي تعين القارئ على نيل مبتغاه من الكتاب، وتقرّ محتواه إليه. إقرأ المزيد