تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار المناهل للطباعة والنشر والتوزيع، دار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع
ينصح لأعمار بين: 9-12 سنوات
نبذة نيل وفرات:كان القاضي في عصور الخلافة الإسلامية ذا مكانة مرموقة وحساسة في آن، وذلك لأهمية الدور الذي يلعبه في تسوية المعاملات وحلّ الخلافات، وغير ذلك مما يتعلق بتنظيم أمور المسلمين وأوضاعهم الاجتماعية. ومنصب القاضي كان ذا خطورة جعلته يتمتع بقدر من الاستقلال عن السلطة السياسية. فالحاكم الذي يعين القاضي، كان ...يحرص على حسن اختياره له، ثم لا يجد بدأ من إطلاق يده في أمور الفتاوى الشرعية وفي جميع ما يتصل بعلوم القضاء والفقه، وما شابه ذلك. إن هذا جعل للقاضي سلطة موازية للسلطة السياسية، حتى قبل: لا شرف في الدنيا بعد الخلافة أشرف من القضاء.
وبالنظر لهيبة هذه المهنة فقد فر منها الكثيرون من الفضلاء الورعين من القضاء عندما دعوا إلى توليه، ومنهم الإمام أبو حنيفة. ومن غريب ما يروي أن رجلاً من أهل سرقسطة في الأندلس، وهو قاسم بن ثابت بن عبد العزيز الفهري، دعي للقضاء ببلده، فامتنع عن ذلك.
ولما اضطره الأمير وعزم عليه، استمهله ثلاثة أيام يستخير فيها الله، فمات خلال تلك المدة. فكان الناس يرون أنه دعا الله تعالى أن يكفيه أمر القضاء، فكفاه وستره. وصار حديثه، موعظة في زمانه.
هكذا كان الفقهاء أو العلماء من أهل التقوى يتخوفون من تولي القضاء وكانوا إذا ما تولوه يحترزون إلى أبعد حدود الاحتراز، فيما يتعلق بسلوكهم وتصرفاتهم، حتى أن الكثيرين منهم كانوا يتخلون عما كان لهم قبل القضاء من حرية التمتع بمباهج الحياة، يتخلون عنه ليذهبوا مذهب التقشف في العيش و:انه القاضي أراد بذلك أن يقدم مثالاً للاستقامة في السلوك والتقوى والعلم. وما يساق عن القضاة في هذا الكتاب يقدم للقارئ صورة -ولد بسيطة- عن القضاء في الإسلام، وعن الدور الذي كان له في حياة المسلمين. ولكنه يقدم هذه الصورة من خلال مجموعة من الطرائف والأخبار، التي يجد فيها القارئ مادة للتسلية. إقرأ المزيد