تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الفارابي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن كتاب "ابن رشد وفلسفته" يمثل واحداً من أهم الأعمال التي صدرت في العالم العربي على امتداد منتصف القرن التاسع عشر ومقتبل القرن العشرين. كان صدوره عام 1903 في الإسكندرية، أي في وقت كان التراكم الثقافي العربي التنويري قد حقق أصداء ملحوظة في الحياة الثقافية، وذلك بعد سقوط مدوّ ...للمشاريع النهضوية البرجوازية في مصر وسوريا والعراق والمغرب العربي وتصاعد هيمنة القبضة الأوروبية الرأسمالية على هذه البلدان وغيرها اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. ومن هنا، يمكن النظر إليه على أنه شاهد حي على تلك المشاريع عموماً وفي مصر وسوريا على نحو خاص.
ويمكن دراسة الكتاب المعني في ضوء ثلاثة محاور ينطوي عليها هذا الأخير بصيغة عضوية متماسكة. المحور الأول يتمثل بـ "إهداء الكتاب"، في حين يبرز المحور الثاني عبر متن الكتاب. أما المحور الثالث فيفصح عن نفسه في صيغة "ردود الأستاذ" الواردة في آخر المؤلف. بيد أنه من الممكن أيضاً ضمن رؤية شمولية، بنية ووظيفة، أن نرى في تلك المحاور، مجتمعة، إشكالية واحدة، هي إشكالية التمكين للفكر العقلي العلماني، الفلسفي والسوسيولوجي، في البنية الذهبية العربية، وما يوازيها ويخترقها من بنيات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وجدير بالانتباه إلى أن كتاب "ابن رشد وفلسفته" ينطوي على همّ تراثي مؤرق يتمثل بالإجابة عن قضية التراث الفلسفي العقلي والمادي العربي والموقف المعاصر منه. هذا الهم نجده هنا مكتسباً صيغ تلك المحاور الثلاثة معاً، وكذلك صيغة تلك الإشكالية العامة، فيبرز بمثابته محاولة إجابة عن التساؤل التالي: ما الأهمية التي يمتلكها تراثنا الفكري عموماً والفلسفي الرشدي بصورة خاصة، بالنسبة إلينا في مرحلتنا المعاصرة؟
إن البحث في ابن رشد لم يأت على يد فرح أنطون من قبيل الإمتاع الذهني بإحدى حلقات التطور الفلسفي العربي الإسلامي، وإنما أريد له أن يكون مدخلاً إلى الإشكالية المنوه بها والتي عاشها المفكر المنور حتى عمقها. بل أريد له، كذلك، أن يكون في صميم متن تلك الأخيرة، وفي ناتجها أيضاً. وقد يصح القول بأن لجوء أنطون إلى ابن رشد ليمر عبره إلى محمد عبده ورشيد رضا، أصبح من ضرورات الموقف، الذي أخذ إخفاقه ينيخ بكلكله على رؤوس المفكرين المنورين. ذلك لأن الكشف عن مسوغات لحل إشكالية النهوض، على النحو المأتي عليه آنفاً في التراث العربي، من شأنه أن يقود إلى التشكيك في أسس المرحلة المدعوة إلى إنهاضها. إقرأ المزيد